جوازه نت
المحتويات
أن تنطلق ضحكاتها عاليا لتهدأ بعد ذلك وهي تقول
يا سلام بس إكده له تصدجي طلعت كريمة
قطبت شاهي بينما تابعت زينب بصرامة مفاجئة
ولو جولتلك مالكيش عندي ولا مليم ولمصلحتك إنك تخرجي من إهنه على المخروب اللي إنتي جيتي منيه وإوعاكي تفتكري انك تجدري تلوي دراعنا ديه بعدك
صمتت شاهي قليلا قبل ان تتحدث بهدوء
وأنا هشتري نفسي زي ما قولتيلي انما صحيح صحة الحاج عامله ايه دلوقتي تصدقي زعلت اوي لما عرفت انه وقع وجات له أزمة قلبية بيتهيالي الدكتور مانع عنه الانفعالات انما في دنيا زي اللي احنا عايشين فيها دي ازاي الواحد يقدر يهرب من الانفعال ولا الاخبار اللي ممكن تصدمه والمرة اللي جاية تكون فيها نهايته مثلا
انتي بټهدديني يا ڤاجرة أشارت شاهي برأسها يمينا ويسارا وهي تقول
تؤ تؤ تؤ ما أحبش الشتيمة دا عرض انا عرضته وانتي رفضتيه دي صفقة بيزنيس يعني شغل يا حاجة ماتستنيش مني اني اخاڤ وأجري دا أكل عيش ومعاكم انتو جاتوه كمان مش عيش ابقى غبية لو خفت وجريت
هزت زينب برأسها وأجابت بجدية
تومام هتاخدي اللي تستاهليه وزيادة كومان عشان بس تعرفي اننا كرما
ابتسمت شاهي منتشية فيما توجهت زينب الى باب الاستراحة الذي أغلقه سيف خلفه ففتحته وأشارت بإصبعها ليدخل على إثر اشارتها رجل أسمر ضخم يحمل بندقية على كتفه يعلو وجهه شارب عريض يكاد يخفي نصف وجهه تحدث بصوت جهوري أجش يثير الذعر في النفوس لخشونته
عندينا ضيفة عاوزين نعملوا معاها
الواجب وأشارت بحركة طفيفة من رأسها الى شاهي الواقفة امامها فاتجه اليها رماح بخطى واثقة فيما تقهقرت شاهي بضع خطوات
الى الوراء وهي تقول بحدة مشهرة سبابتها في وجهه
لم يعرها رماح التفاتا وأمسك بمرفقها بقوة بينما تحدثت زينب بابتسامة تشف بأسف زائف
مالك يا غندورة انت ضيفة وواجب نكرموكي لم تنتظر رد منها ووجهت كلامها الى رماح آمرة
فينهم يا رماح أجاب رماح بخشونة
تحت أمرك يا كبيرة واجفين بره منتظرين إشارة واحده منيكي
سارت الى الباب ففتحته وأشارت بسبابتها للدخول فدخل رجلان أضخم من رماح فالأخير بالنسبة لهم لم يكن سوى أقزمهم أشارت بسبابتها الى رماح فاتجها اليه فيما فتحت شاهي عينيها على وسعهما وهتفت صاړخة
لسانك ديه تحطيه جوه خاشمك وما أسمعشي نفسك واصل انتي بتجولي فاطنة تعلبة أني بجه هوريكي شغل التعالب صوح رمااح
أؤمري يا كبيرة أجاب رماح في التو واللحظة تابعت زينب وهي لا تزال قابضة على ذقن شاهي التي تنظر اليها بعينين كعيني قطط الشوارع وقالت بابتسامة ظفر
ضايفوا البرنسيسة في الكوخ الغربي مش عاوزاها تشتكي واصل
أمرك يا كبيرة أفلتت زينب يدها ليكمم رماح فمها بيده الغليظة وهو يشير للرجلين قائلا بغلظة وكأنه قائدهم
عوضين صابر فأومأ الرجلين برأسهم وسرعان ما أخرج أحدهما كيس خشن كبير واقترب منها فحاولت الصړاخ ولكن شدد رماح قبضته على فمها في حين تحدثت زينب بصوت مسموع بافتخار
ما تخافيش يا سنيورة واضح إكده انو مالكيش أهل يربوكي أحنا إهنه بجه هنكسبو فيكي ثواب ونربوكي من اول وجديد بعون الله هتطلعي من عندينا وانتي مكفرة عن كل اللي عملتيه سوا مع ولدي ولا مع غيره عشان تعرفي انه مش كل الطير اللي يتاكل لحمه وانك غلطت غلطة عمرك لما حبيبتي تلعبي معانا احنا السوالمة عارفة يعني إيه السوالمة يعني الداخل مفجود والخارج مولود واللي زييكي مالهاش دية هي رصاصة بربع جنيه تخلص عليكي ونرميكي في الرياح ولا من شاف ولا من درى لكن أنا حابة أكسب ثواب فيكي ثم وجهت كلامها الى رماح قائلة
شوف شغلك يا رماح اقترب من شاهي المنتفضة ذعرا احد الرجلين ليلقي فوقها بالكيش الخشن ويحكم ربطه ثم حمله كجوال من البطاطا واتجه خارجا يتبعه الاخر مع رماح الذي نادته زينب فاتجه اليها فقالت محذرة
ولا حرف من اللي حوصل إهنه يطلع لحد واصل ولا حتى سيف بيه وطبعا الحاج ما يعرفش كلمة مفهوم ولا لاه
أومأ رماح برأسه مرارا وهو يقول پخوف ينافي هيئته المرعبة
مفهوم مفهوم يا ستي الحاجة مفهوم يا كبيرة
قالت زينب بټهديد
انت عارف لو حرف واحد خرج من خشمك إنت ولا حد من الرجالة التانية هعمل فيك إيه أجاب رماح پخوف بينما نظراته تدل على خفة في العقل
هتضربيني يا كبيرة همست زينب بوعيد
لاه الضړب ديه مش لسنك يا رماح انما هخليك لا تحصل راجل ولا مره فهمت
فتح رماح عينيه على وسعهما وتمتم پذعر
فهمت فهمت يا كبيرة
زينب وهى تأمره بالانصراف
خلاص روح دلوك وزي ما جولتلك الوكل والشرب يتحطوا لها مرة واحده بس في اليوم والحاجه اللي تخليها تصلب طولها بس احنا مش هنعلفها خليها تكفر عن بلاويها مفهوم كلامي
أومأ رماح متمتما بنعم وانصرف لتنفيذ أمر سيدته التي زفرت بعمق وحمدت الله في سرها على أستطاعتها ازاحة هذه العاهرة قبل ان ينتبه زوجها ثم حانت منها نظرة الى خارج الباب حيث اختفى سيف ومنة منذ فترة وقالت وهي تتنهد
يا ترى يا سيف يا ولدي عملت إيه مع المسكينة دي
سيف يا ولدي ايه اللي مجعدك إهنه هتفت زينب بذلك ما أن أبصرت سيف جالس على الأرض مستندا بظهره الى باب غرفة النوم ما ان سمعها سيف حتى انتفض واقفا واقترب منها وهو يقول برجاء
منة منة يا أمي من ساعة ما دخلت
وهي قافلة على نفسها انا ھموت من قلقي
أبعدته عن طريقها واتجهت الى الباب لتطرقه بدقات حانية وهي تناديها قائلة
منة منة يا بتي افتحي الباب يا حبيبتي أني أمك الحاجة لم يكن هناك أي استجابة فانتقل قلق سيف اليها نظرت الى ولدها وقالت
ماتخافش يا ولدي ثواني وجاية وانصرفت وما هي الا دقائق معدودة مرت على سيف كسنوات ضوئية حتى أتت زينب مهرولة واتجهت الى الباب ففتحته بمفتاح آخر قالت وهي تدير المفتاح في قفل الباب
الحمدلله إن معايا نسخة من كل مفاتيح الابواب اللي إهنه إطمن يا ولدي فتحت الباب ولكنها عندما دفعته أبى أن يفتح سوى شق بسيط نادت بقلق
منة منة يا بتي سمعت صوت أنين مكتوم فنظرت الى سيف الواجم أمامها وهتفت
إلحج البنية يا ولدي لم تكمل عبارتها إلا وسيف يدفع الباب بكتفه وهو يقول
عنك يا أمي وانفتح الباب ليكشف عن منة الساقطة مغشيا عليها خلفه
ضړبت زينب على
صدرها براحتها وانتحبت وهي ترى منة وقد شحب وجهها وحاكى شحوب المۏتى
يا ضنايا يا بتي بينما أسرع سيف بحملها ووضعها فوق الفراش بخفة ثم جلس بجانبها وأخذ يربت على وجنتها وهو ينادي بألحاح بينما سكبت والدته كوب ماء وناولته اياه لينثر بعضا منها على وجهها ولكنها لم تستجب وما أثار الذعر في أوصاله أنها استحالت كقطعة رخام باردة بين يديه
هرولت والدته حيث منضدة الزينة لتأتي بأحدى العطور المصفوفة رشت بعضا منها في راحتها ووضعتها على أنف منة والتي أيضا لم تستجب فما كان من سيف الا أن إحتضنها بقوة وأزاح يد أمه وتحدث بنبرة شاردة غريبة
إبعدي عنها يا أمي خلاص هي هتبقى كويسة لازم هتبقى كويسة ثم أسند وجنته الى رأسها وهو يتابع بينما رفع يدها اليمنى ليقبل باطنها
منة حبيبتي منة انا مقدرش أعيش من غيرك منة وطفق يقبل كل إنش في وجهها ويدها ثم يعود الى زرعها في أحضانه مجددا وهو يتمنى لو استطاع إدخالها الى داخل صدره ليغلق عليها فيضمن ألا تبتعد عنه مقدار أنملة
هتفت زينب بلوم
جرى ايه يا سيف ولدي ديه وجت الحديت ديه مرتك هتبجى زي الفل ان شاء الله روح إنت جيب الدكتور وأني هفضل معاها لحد ما تاجي
رفع سيف عينين معترضتين وقال
لا أنا مش هسيبها خلي رماح يروح للدكتور
لم تستطع زينب اخباره بمكان وجود رماح الآن فهتفت به
شوية صغيرة يا منايا وجاي اوعي تسيبيني
ثم نهض سريعا متجها الى الخارج وقال قبل ان يخرج لأمه
خلي بالك منها يا أمي أنا مسافة السكة
خرج الطبيب من غرفة منة وكانت ترافقه زينب أجاب على سؤال سيف الظاهر في عينيه
المدام عندها حمى شديدة للأسف أنا كتبت لها ادوية خافضة للحرارة لو الحرارة من هنا للصبح ما نزلتش لازم تدخل المستشفى الحرارة ارتفعت مرة واحده وبصورة غريبة وفوق ال 40 كمان لازم تنزل بأي طريقة أنا ادتها حقنة دلوقتي وحقنة تانية تاخدها بعد 12 ساعة غير الادوية اللي لازم تاخدها في مواعيدها وأهم حاجه الغذا واضح جدا ان المدام بتعاني من سوء تغذية ولو اتكرر موضوع الاغما دا تاني يبقى لازم تحليل ډم كامل شكر سيف الطبيب وأشار لمهجة بمرافقته الى الباب بعد أن أعطاه أجرته
دخل الى الغرفة فوجد والدته وهي تقوم بعمل كمادات باردة لها تناول منها المنشفة القطنية الصغيرة وقال
قومي انتي يا أمي ارتاحي أنا هسهر جنبها ربتت أمه على كتفه قائلة
أني هروح أعملها عصير برتجان الدكتور جال العصاير مهمة جوي لحالتها الحمدلله أن البنات راحوا مع سميحة أختك ولا كانو اخترعوا عليها دلوك
وانصرفت تاركة اياه غير واعي لمغادرتها فجل اهتمامه راقدا أمام عينيه لا حول له ولا قوة
عشان خاطري يا بنيتي خلصي وكلك احنا ما صدجنا انتي كنتي فين وبجيتي فين
نظرت منة الجالسة
فوق فراشها الى حماتها بابتسامة صغيرة بينما يشي ذبول وجهها الواضح بمدى مرضها الذي شارف على الانحسار وقالت بصوت واهن ضعيف
معلهش يا ماما الحاجة مش قادرة حاسة اني لو أكلت لقمة كمان هرجع
أجابت زينب وهي تضع ملعقة الطعام جانبا
أني مش عاجبني حالك يا بتي إنت عارفة ان عمك الحاج هيتجنن عاوز يشوفك لولا الدرج عفش عليه كان طلع لك جولناله انه جاتك نزلة برد وعرة جوي هي اللي رجدتك إكده تمام زي ما جولنا لهلك لما كلمونا يطمنوا عليكي وعلى الحاج إكمنك جعدت كم يوم مش تكلميهم شوفي يا بتي أني مش عاوز أتكلم في حاجه تكدرك لكن لازمن تسمعي الكلمتين اللي هجولهوملك دول سيف ولدي غلط وغلطة كبيرة جوي بس مين منينا مش بيغلط يا بتي اني عمري ما شوفت سيف
متابعة القراءة