جوازه نت
المحتويات
عنها فانتفضت بقوة بين ذراعيه ولم تجد بدا من ركله بقوة في قصبة ساقه فتركها فجأة لاعنا من بين أنفاسه الهوجاء حتى أنها تماسكت بصعوبة فقد كادت أن تسقط أرضا نظرت اليه وهي تعيد ربط عقدة
بقولك ايه يا سيف دي آخر مرة تحط إيدك عليا المرة الجاية هعملك عاهة مستديمة كل ما تشوفها تفتكر سببها فما تقربش مني
أنا راضي بأي حاجه الى الباب ليغادر الغرفة بينما ضړبت منة بقدمها الأرض ڠضبا و غيظا وهي تزفر حانقة
استيقظت منة في الصباح الباكر ونظرت الى الاريكة المقابلة للفراش والتي نام فوقها سيف بالأمس بعد ټهديد
منها أنها ستذهب للنوم برفقة البنات في غرفتهن فقد كان مصرا على النوم معها فوق الفراش الواسع بينما الأريكة ضيقة ولن يستطيع النوم بحرية ورفض رفضا باتا عرضها أن تنام هي بدلا عنه فوق الأريكة
تذكرت كيف انقضت أحداث الليلة الماضية فلم تراه حتى صعدت لتنام حيث لم تخل الاستراحة من الزائرون اللذين قدموا من كل حدب وصوب للاطمئنان على صحة والده كانت قد أبدلت ثيابها واستقرت في الفراش بعد أن اطمئنت على نوم ابنتيها عندما سمعت صوت فتح باب الجناح أعقبه صوت قدميه متجها الى غرفتهما أغلقت عينيها مدعية النوم وهي تدعو في سرها أن يوافيها النوم قبل خروجه من الحمام حيث توجه للاغتسال ولكن هيهات أن تغمض عينها بينما تسمعه وهو يتحرك بمنتهى الأريحية في المكان حولها
لفت نظره المنامة التي قد أعدتها له فوق الأريكة حيث وضعت وسادة وغطاء ابتسم وهو ينظر اليها وهي توليه ظهرها مصطنعة النوم وهو يعلم جيدا أنها ليست نائمة اقترب منها ومال فوقها فاضطربت أنفاسها فيما أغلقت عينيها بقوة همس لها في أذنها وهو يمد يده
عينيكي هتتفعص من كتر ما إنتي مغمضاهم بالشكل دا عن إذنك قطبت في حيرة وهي لا تزال مغمضة عينيها مما جعله يبتسم فهي لا تعلم عن أي شيء يعتذر حتى شعرت بشيء يسحب بقوة من تحت رأسها فتحت عينيها واسعا بدهشة فقد سحب وسادتها من تحتها قال ببراءة مصطنعه
تحدثت بحدة وهى تزحف الى الناحية الاخرى بعيدا عنه
خد المخدة اللي تعجبك وسيبني أنام
ليفاجئها سيف بسؤاله فيما يقف مشرفا عليها
انتي ليه ما حكيتليش على اللي كانت أمي بتعمله أو بتقوله ليكي
تسمرت منة في مكانها ثم تساءلت بوجل وريبة
مد يده وأدارها ناحيته ومال عليها قائلا
الكلام اللي كانت بترميه عليكي علشان تأخير الحمل كل شوية ولما ربنا رزقنا بالبنات ولما ما حاصلش حمل تاني لغاية دلوقتي
اضطربت منة قليلا ولكنها حاولت التماسك وقالت وهي تحاول الهروب من نظراته القوية التي تتفرس فيها
أنا سمعتكم انهرده يا منة شهقت منة بدهشة وقالت بتلعثم طفيف في حين أصبح عقلها يعمل كالمكوك لتتذكر الحديث الذي دار بينها وبين حماتها وعما إذا كان سيف قد سمع كلما دار بينهما أم لا
انت انت بتقول ايه أومأ سيف برأسه موافقا وقال
أيوة يا منة أنا سمعت أمي وهي بتعتذر لك على الكلام اللي كانت بتقوله في حقك وإنى أبويا هو اللي كان بيمنعها عنك وأنا يا منة أنا فين من دا كله مش المفروض كنت أنا اللي أعرف علشان أنا جوزك المفروض ما أخليش حد يضايقك خالص
ابتسمت منة باستخفاف وأجابت
إنت قلتها يا سيف دي أمك يعني ما كانش ينفع أني احطك بيني أنا وهي لأنك مهما حصل مش هتخسر والدتك وكنت هتبقى بين نارين ترضيني ولا ترضيها وأنا كنت بحاول أحط نفسي مكانها يعني والدتك ست بسيطة وانت ابنها الوحيد ومن حقها حسب المجتمع اللي هي اتلابت فيه انها تحلم بولد لأبنها يشيل اسم العيلة دا كان بيخليني أقدر أعذرها وبعدين عمي ربنا يشفيه كان دايما مش بيسمح لها أنها تزود في الكلام معايا وأديك سمعتها في الآخر وهي بتراضيني وتطيب خاطري كفاية عليا كدا لكن لو كنت قلت لك ما كنتش هكسب غير عداوتها ليا أكتر وأكتر وتعيش في حيرة بيني وبينها اختيار ما أقبلش أني أحطط قودامه الأم مهما كان الأم
نظر اليها سيف مطولا قبل أن يتكلم بصوت خشن
ومستغربة انا ماسك فيكي ليه صدقيني الكون دا كله في كفة وانتي في كفة وساعتها كفتك بردو هي اللي هتكسب كان نفسي أسمع الكلام اللي دار بينكم للآخر بس مهجة الله يسامحها جات نادتني علشان فيه ناس جوم ومال عليها مقبلا جبينها بعمق قبل أن يتنفس نفسا طويلا مشتما رائحتها العطرية وقال
تصبحي على خير يا أحلى حاجه في حياة سيف يا عمري كله إنتي وابتعد ليرقد فوق الأريكة وقد أولاها وجهه لينظر اليها حتى داعب الكرى جفونه فغرق عميقا في النوم بينما تقلبت هي مرارا قبل أن يغلبها النوم هي الأخرى
اغتسلت منة وأبدلت ثيابها ثم خرجت لتتفقد ابنتيها فوجدتهما بالاسفل مع أولاد عماتهما يلبعان ألقت تحية الصباح على حماتها التي أمرت بتحضير طعام الفطور لها قبل الذهاب لزيارة زوجها فقد أعلمتها والسرور يعتلي ملامحها أنه قد تم نقله الى غرفة خاصة بعد أن استقرت حالته الصحية
تم عمل القسطرة لعبدالهادي وجاءت النتيجة مطمئنة للغاية ولكن آثر الطبيب ان يمكث بالمشفى أسبوعا على الأقل حتى
تتحسن صحته تماما ويبدأ الدواء الجديد الذي تم وصفه بإعطاء النتيجة المرجوة منه
كانت منة تذهب اليه
يوميا في الصباح الباكر حيث تظل برفقته الى موعد انتهاء الزيارة الصباحية فتعود الى المنزل لتغتسل وتبدل ثيابها وتطمئن على بناتها ثم ترجع ثانية بصحبة سيف في موعد الزيارة المسائية
لم يلتقي عبدالهادي مع سيف إلا بعد يومين من انتقاله الى غرفة عادية وذلك بطلب من عبدالهادي نفسه بينما لم يستطع سيف أن يضع عينيه في عيني والده كما أنه لم يعلم الحديث الذي دار بين منة ووالده أثناء مكوث الأخير في غرفة الرعاية
دار حوار طويل بين سيف ووالده صعق سيف عندما أخبره والده بما أخبرته منة قال بجدية
مرتك جالت إنه مافيش حاجه حوصلت واصل من الحديت اللي احنا سمعناه ديه مش عارف ليه مش إمصدج لكن يكون في معلومك يا سيف لو ظهر انه الكلام بحج وحجيج وجتها حسابك معايا هيكون عسير جوي
تدخلت منة محاولة تلطيف الأجواء بينما عقد سيف جبينه متنقلا بنظراته بين والده ومنة في ريبة فهو لم يفهم قصد والده من كلامه أن منة قد أنكرت ما سمعه قالت منة محاولة تلطيف الاجواء
أنا قلت لحضرتك يا حاج صدقني مافيش حاجه من دي حصلت نظر اليها سيف مصعوقا بينما سألها عبدالهادي
أكيد يا بتي مالكيش صالح بصحتي أنا أدرى بنفسي من الحكما لو كان ضايجك أو عمل اللي احنا سمعناه جوليلي وأني أعرف شغلي أمعاه
ابتسمت منة وقالت وهي تجلس على طرف فراش عبدالهادي
يعني أزعل منك يا حاج انت مصر تكذبني ليه
نفى عبدالهادي بشدة وقال
لاه لاه لاه مش بكذبك لا سمح الله أني بس عاوز أتوكد أنك مش بتاجي على نفسك علشاني حجك أني جادر أخده ولو من ابني نفسه انما طالما أنتي أكدتي لي بدال المرة عشر انه ما حوصلش حاجه يبجي ما حوصلش حاجه ومنعم زوج أختك سلمى حسابه عاندي آنا لما أجوم بالسلامة ان شاء الله هلففه حوالين نفسه علشان بس يشوف ضوفر حد من عياله ولا مرته
لم يستطع سيف الانفراد بمنة بعد حديثه مع والده بل أنه أنغلق على نفسه واستأذن مغادرا تاركا منة برفقة والده على أن يرجع اليها ليعودا سوية
كان الطبيب المعالج يمدح منة دائما ودائما ما كان يقول لعبدالهادي أنه محظوظ بوجود إبنة مثلها بجواره لم يهتم عبدالهادي بإيضاح أنها ليست ابنته بل زوجة ابنه حتى كان يوم
دخلت منة وسيف وبعد أن ألقيا السلام على عبدالهادي تحدث عبدالهادي بصوت ضاحك
سيف ايه رأيك في الدكتور مصطفى اللي متابع حالتي تحدث سيف الذي جلس على كرسي بجوار فراش والده بينما كانت منة تقوم بتنسيق الزهور التى ابتاعتها من المتجر في طريقهما الى المشفى
الدكتور مصطفى ممتاز انما بتسأل ليه يا حاج
أجاب عبدالهادي بابتسامة مكر تعلو ملامحه
أصله عنده ولد دكتور زييه إكده ثم وجه حديثه الى منة متابعا
الدكتور نبيل انت شوفتيه يا منة يا بتي
اقتربت منة من عمها الراقد فوق الفراش ووقفت مستندة إلى حاجز الفراش المعدني وقالت بابتسامة
ايوة صحيح يا حاج يوم القسطرة الدكتور نبيل كان مع الدكتور مصطفى دا أنسان ممتاز بصراحه كان شايفنا كلنا قلقانين على حضرتك ازاي وفضل معانا ما سابناش الا لما اطمنا على حضرتك بصراحه دكتور بيشوف شغله بمنتهى الاخلاص زي والده الدكتور مصطفى تمام يا ريت الدكاترة تعرف ان الطب مهنة كلها رحمة مش تجارة
لم يستسغ سيف قصيدة المدح التي ألقتها منة في حق هذا الطبيب ووالده والټفت الى عبدالهادي متسائلا
انما أنت بتسأل ليه يا حاج
أجاب الحاج بصوت ضاحك
أصله بصراحه حوصل لخبطة الدكتور مصطفى كان فاكر منة بتي وأني ما جاتش مناسبة إني أجوله أنها مرت ولدي لكن لاجيت أني كنت غلطان بعد اللي حوصل انهرده الصبح
عقدت منة ذراعيها وطالعته بابتسامة وهي تقول
وايه اللي حصل انهرده الصبح يا حاج
ليجيب الحاج بمرح
جالك عريس الدكتور مصطفى طلب يدك لولده الدكتور نبيل واضح إكده ان الدكتور نبيل مستعجل جوي عاوز يعرف ردك بأي طريجة انهارده ديه ما سابليش فرصة أني أجوله أنك مرت ولدي
هب سيف واقفا وهو يهتف صارخا
نعم بينما اعتلت الدهشة ملامح
منة التي أنزلت ذراعيها وقالت بصوت خاڤت مذهول
أزاي دا يا عمي الحاج حضرتك عاوز تقول أنه جالي عريس وحضرتك ما قولتلوش أنى متجوزة ابنك
تحدث سيف صارخا ناظرا اليها پغضب أسود
إيه جاي لي عريس دي أنتي التانية ثم الټفت الى والده متابعا بحنق
ازاي يا حاج ما تعرفهومش أن منة مراتي
قال عبدالهادي وهو يحاول تهدئة ولده
يا سيف يا بني إهدى مش إكده أنا صحيح ما جولتش للدكتور نبيل لأنه ما أدانيش الفرصة إني أجوله لكن أنا جولت ل بوه الدكتور مصطفى وهو اعتذر من سوء التفاهم ديه وخلاص ما حوصلش حاجه
لزعابيب أمشير اللي إنت عاملها دي
تحدث سيف محاولا تمالك نفسه بينما داخله بركان يوشك على الانفجار فيكفيه
متابعة القراءة