جوازه نت

موقع أيام نيوز

سيف الكلام اللي قلتوه المناظر المقززة اللي أنا شوفته أنا مايتهيأليش إني هقدر أنسى 
اجاب سيف بصوت متحشرج
انت مش بتدي فرصة لنفسك انت تهدي حتى شوية انا غلطت واعترفت وربنا بيسامح إديني فرصة واحدة بس مش ممكن كل اللي بيننا يتهد وحياتنا كلها تضيع علشان غلطة واحده بس ارجوكي يا منة ما تهديش حياتنا ما تخليش بناتنا يدفعوا تمن غلطة ابوهم افتكري يوم واحد بس من ايامنا سوا مافيش حاجه خالص عملتها تخليكي تساميحني حبي ليكي ولبناتنا ما يشفعليش عندك 
اجابت منة وهي تسلط نظراتها على نقطة وهمية أمامها متحاشية النظر الى عينيه اللتان تطالعانها بلهفة وشوق
الموضوع مش سهل يا سيف زي ما قلت لك قبل كدا الست دي ممكن فعلا دلوقتي تبقى مراتك وانا مش ممكن أقبل انه يكون لي ضرة فما بالك لما تبقى واحده أقل حاجه تتقال عنها انها بنت ليل مافيش واحده بتبقى عاوزة تخرب بيتها بإيدها لكن لما الاحساس بالأمان يضيع رفعت عينيها اليه تطالعانه بنظرات وخزت قلبه وهي تتابع بحزن
لما الشك يبتدي يدخل حياتنا ويتحكم فيها تبقى

الحياة مع الحالة دي ساعتها مستحيلة أنا عارفة كويس أوي ان الشك هيملاني في كل كلمة هتقولها وكل حاجه هتعملها صدقني أنا كدا بنقذ الباقي من حبنا ومن ذكرياتنا الحلوة قبل ما تتحول بالشك والغيرة لذكريات مؤلمة والحب يتقلب لكره 
هم سيف بالرد عليها عندما قاطعه رنين هاتفه الشخصي هذه المرة رفع محموله ليطالعه رقم شقيقته عقد جبينه بارتياب وأجاب 
ايوة يا سمية ازيكم يا حبيبتي 
لتتكلم سمية من وسط شهقات بكائها بحزن طاغ
إلحجنا يا سيف يا خوي منعم جوز سلمى طردها بعيالها من البيت وجال كلام واعر جوي عليك 
سيف بتساؤل وحدة
انتي بتقولي ايه يطردها ازاي وكلام ايه دا اللي بيقوله
انتبهت منة لكلام سيف فأنصتت باهتمام في حين تابعت سمية من وسط بكائها الحار
بيجول انك ماشي مشي بطال في مصر وان مرتك فاتتك بعد ما زجرها سيف لتتابع
ما إيه ما تنطقي يا سمية سمية بخجل وحزن
بعد ما شافتك مع واحده تانية والمصېبة انها متزوجة 
صړخ سيف بدهشة
ايه انتي بتقولي ايه 
سمية پخوف
مش أنا اللي عن بجول يا خوي البلد كلاتها بتتحدت في الحديت ديه ويا ريتها جات على جد سلمى ومنعم بس 
قال سيف آمرا بقوة بينما قلبه يطرق پخوف بين جنبات صدره
ايه اللي حصل تاني يا سمية وابويا الحاج سكت لمنعم إزاي 
صمت رهيب قابله من الناحية الاخرى جعل قلبه يوشك عن التوقف عن العمل قبل ان تجيبه شقيقته بصوت مجهش بالبكاء
هو ده السبب اللي خلاني أتصلت بيك يا سيف يا خوي بوي ۏجع من طوله يا سيف واحنا دلوكيت في المشتشفى والدكتور بيجول ان حالته وعرة جوي ابوس يدك يا سيف تيجي بسرعة انا خاېفة أحسن بوي ي وسكتت لم تستطع لفظ الكلمة لتتابع بعدها بنحيب عال حتى أن منة قد سمعت صوت صياحها 
و أوماي ما بطلتش بكا من وجتها 
وانخرطت في بكاءها الحار انتظر سيف قليلا ليستطيع استيعاب هذه الأخبار السيئة ثم تحدث محاولا بث الهدوء في نفسها
اهدي يا سمية اهدي يا حبيبتي انا جاي حالا مسافة السكة هكون عندكم 
انهى المكالمة ونظر الى منة وهو يقول بينما اعتلى الشحوب وجهه حتى غدا يحاكي شحوب المۏتى
أبويا يا منة قطبت منة في انتظار سماع باقي عبارته
نظر سيف اليها متابع بينما
يحارب عبراته التي غزته بقوة
ابويا بين الحياة والمۏت يا منة ربنا بياخد لك بحقك وبأسرع مما تتصوري 
شهقت منة واضعة يدها على فمها خوفا وقلقا على هذا الصرح الشامخ والد سيف والذي كان دائما يغدق عليها بحبه ورعايته ويقف بالمرصاد لأي شيء أو أي شخص يكون السبب في اصابتها بحزن أو سوء حتى وان كان هذا الشخص حماتها زوجته نفسها 
تحدثت منة پخوف متقطع
عمي وافقها سيف بهزة من رأسه بينما انهمرت الدموع تغطي وجهها ولسان حالها يقول بينها وبين نفسها
مش قلت لك يا سيف اللي حصل کاړثة بجميع المقاييس وربنا يستر من اللي جاي 
الحلقة الثالثة عشرة
نظرت منة الى ابنتيها الغارقتين في النوم على المقعد الخلفي للسيارة رنت بطرف عينها الى سيف الذي كان يتطلع الى الطريق بنظرة جامده وجبين معقودوقد اعتلت سيمات التجهم والقلق وجهه كتمت تنهيدة عميقة وأسندت رأسها الى زجاج النافذة بجوارها وقد شردت في احداث السويعات الاخيرة منذ تلقي سيف نبأ سقوط والده فريسة المړض وعودتهما سريعا الى والديها واللذان ما إن علما بما حدث لوالده حتى أصرا على ان تسبقهما منة مع زوجها وأن يبلغوهما بالأخبار أولا بأول على أن يلحقوا بهم ما ان تستقر حالته الصحية فكما اخبرهم سيف الزيارة ممنوعة تماما بأمر الطبيب المعالج تذكرت منة كلمات والدها الاخيرة لها حين انفرد بها قبيل مغادرتها مع سيف حيث ربت على كتفها ناصحا لها
منة حبيبتي انسي دلوقتي أي خلاف أو زعل بينك وبين جوزك لازم تكوني معاه في وقت زي دا أهله ناس كويسين وماشوفناش منهم أي حاجه وحشة لا سمح الله وحماكي الحاج عبدالهادي بيحبك وبيعتبرك بنته الخامسة لازم يشوفوكي معاه أنا متأكد ان وجودك جنبه في الظروف دي هيسرع من شفاء عمك بإذن الله لأنك على ما حكيتيلي سبب اللي حصله انه عرف باللي ابنه عمله يبقى وجودك معاه هيفرق مع الحاج عبدالهادي كتير 
أومأت منة برأسها موافقة وقالت بهدوء
اطمن يا بابا بنتك هتتصرف زي ما ربيتها بالظبط انا بنت ناس يا بابا وعارفة ان بنات الناس في محڼة زي دي لازم يسدوا فيها واي خلافات أو مشاكل تتأجل لبعدين 
عادت منة من شرودها على صوت استيقاظ ابنتيها اللتان تساءلتا عن موعد وصولهما فأجابت بابتسامة صغيرة
قربنا حبايبي خلاص خدوا اشربوا العصير دا وكلوا الساندوتشات اللي عملتها تيته اكيد انتو جعانين دلوقتي 
فتحت الحقيبة البلاستيكية التى بحوزتها وناولت ابنتيها علبتي عصير وبعض الشطائر الخفيفة والتي سبقت أن أعدتها أمها لها ألقت

بنظرة خاطفة الى سيف ثم مدت يدها اليه بشطيرة وعلبة عصير نظر اليها بلمحة سريعة ثم أعاد انتباهه الى الطريق قائلا بجمود
ماليش نفس يا منة كلي إنتي والبنات 
لم تستطع منة التزام الصمت وأصرت عليه قائلة
ماينفعش يا سيف انت من امتى ما اكلتش لازم تاكل علشان تعرف تقف على رجليك وتصلب طولك والدتك واخواتك محتاجين لك ووالدك اكيد محتاجك جنبه دلوقتي 
رماها بنظرة سريعة قبل ان يتساءل بهدوء
وانتي يا منة تطلعت اليه بحيرة فتابع
محتاجالي لم تحر منة جوابا ففضلت الصمت في حين زفر سيف زفرة عميقة ثم مد يده اليها متناولا الشطيرة ليقضمها فيما فتحت له علبة العصير ليحتسيها أشار اليها برأسه مغيرا سير الحديث
وانتي مش هتاكلي نظرت اليه منة بتردد ولكنها رحبت بتغييره للموضوع وأومأت مجيبة وهي تقضم شطيرتها بوجوم وشرود 
وصلوا بعد رحلة قاربت الخمس ساعات اتجهوا رأسا الى المشفى حيث والده وكان قد علم عنوانها من سمية شقيقته عندما هاتفها وهم في الطريق الى البلدة 
صعد سيف الى الطابق حيث غرفة الرعاية المركزة بعد أن سأل في استقبال المشفى الخاص يرافقه زوجته وابنتيه ما ان وصلوا الطابق المنشود حتى علمت منة أنه الطابق الصحيح فقد شاهدت عددا غفيرا من الرجال يتجمع في ممر الطابق ولاحظت تواجد شقيقات سيف اللاتي يجلسن بجوار والدتهن المتشحة بعباءتها السوداء بينما يلتف وشاحا أسود اللون حول رأسها وتجلس مطأطأة برأسها الى الأسفل بينما تضع يدها على رأسها ومنظرها يوحي بحزن قوي 
اتجه سيف الى والدته تتبعه منة تمسك بيدي ابنتيها انتبه
لحضوره الموجودون فسارعوا بالقاء التحية عليه احترمت منة طريقة استقبالهم لسيف فمع أنه مؤكد أنهم يعلمون ولو بضع معلومات بسيطة عن سبب سقوط كبيرهم صريع المړض ولكنهم لا يملكون سوى احترام الإبن فهو ابن كبير بلدتهم وأمره فيهم مطاع واحترام ولده من احترامه هو 
مال سيف على رأسه أمه مقبلا اياها انتبهت زينب لحضورها وحيدها تعلقت برقبته ووقفت فسارع باحتوائها بين ذراعيه بينما أجهشت هي پبكاء مرير يقطع نياط القلب وهي تنتحب قائلة
شوفت اللي حوصل يا سيف يا ولدي بوووك ۏجع مرة واحدة يا ولدي أنا مجدرش أصدج لدلوك اللي حوصل 
ربت سيف على رأسها مهدئا إياها وهو يقول راغبا ببعث الطمأنينة في نفسها طمأنينة هو أبعد ما يكون عنها
أطمني يا أمي الحاج هيقوم منها ان شاء الله 
الټفت شقيقاته حوله وهن يبكين حتى سلمى كانت معهم والتي طردها زوجها بعدما علم بأمر سيف فهو شقيقهم الوحيد وعزوتهم ولم يستطعن تصديق ما سمعنهن بل هن على يقين من أن هناك سر مخفي وأن سيف سيزيح النقاب عنه ليضع كل فرد لسانه داخل فمه وليعلم الجميع ان إبن عبدالهادي ليس من يقوم بهذه الافعال الشائنة المعيبة 
اقتربت منة جاذبة ابنتيها لتسلم على حماتها التي بادلتها السلام بصوت مشروخ لكثرة البكاء رحب بها شقيقاته وأفسحن لها لتجلس بجوارهن بينما تركهن سيف متجها الى غرفة الطبيب المعالج للوقوف على حالة والده تماما ولكن سبقه الطبيب الذي قدم اليهم فسارع سيف اليه مستفسرا عن حالة والده أجابه الطبيب والذي يعلم مدى أهمية هذا الرجل الذي يرقد بالداخل بالنسبة لهذه العائلة بل والبلدة أجمع قال الطبيب بلهجة رسمية وان تخللها بعض الشفقة
الوالد حالته حرجة أوي للأسف الضغط ارتفع عنده أوي وهو دا سبب اللي حصل له 
سيف برجاء
أرجوك يا دكتور صارحني والدي عنده إيه بالظبط 
الطبيب متنهدا بعمق وهو يربت براحته على كتف سيف
للأسف الوالد اتعرض لأزمة قلبية حادة احنا هنعمل قسطرة وربنا يسهل ونشوف نتيجتها هتبقى ايه المهم انه مافيش أي انفعال من أي نوع علشان كدا أنا مانع عنه الزيارة خالص حالته ما تستحملش أي انفعال سواء زعل أو فرح ثم قطب متسائلا
صحيح الحاج بيسأل على واحده من بناته وما بطلش يندهلها 
قطب سيف متسائلا
مين من اخواتي يا دكتور
الطبيب بتلقائية
أعتقد منة كان بينادي طول ما هو في نومه عليها 
شحب وجه سيف وأغمض عينيه بشدة ليفتحهما على اتساعهما محدقا بقوة أمامه وهو يكرر عبارة الطبيب
منة ثم الټفت الى الطبيب مستفهما
هي ممكن تدخل له سكت الطبيب قليلا ثم نظر اليه قائلا بهدوء
هو المفروض لأ لكن بما انه ما بطلتش ينادي عليها من ساعة ما جه فأعتقد انها ممكن تدخل له بس مش أكتر من 5 دقايق ويا ريت ما تتعبوش في الكلام تدخل تبص عليه وبس 
اتجه سيف حيث منة وشقيقاته ووالدته وأشار لمنة التي قامت متجهة إليه بينما أخذت سميحة شقيقته البنتان قائلة أنها ستذهب لشراء الحلوى لهما من كافتيريا المشفى سارت منة الى
تم نسخ الرابط