جوازه نت
المحتويات
الى أذنها وقالت بذهول تام
خميس مين ونكتب أيه قال سيف بصبر
الخميس اللي جاي دا وهنكتب ايه يعني يا منة كتاب حياتي يا عين هنكتب كتابنا طبعا
منة بعدم تصديق
انت قصدك الخميس اللي جاي اللي هو بعد تلات ايام
دا بما اننا انهرده الاتنين فاللي هو بعد التلات والاربع
كتم سيف ضحكته وأجاب
أيوة يا منايا تمام شطورة بتعرفي تحسبي صح هو دا بشحمه ولحمه
يا راجل وجاي على نفسك ليه كدا ما تخليه بكرة وأهو خير البر عاجله وخلاص ثم تابعت من دون ان تدع له المجال للرد
هو انت فاكر نفسك رايح تكتب اسمك في ورقة وتمشي يعني معلهش مش كتب الكتاب دا له استعدادات وأولها لااااازم أكون أنا شخصيا مستعدة إلا إذا حضرتك عاوز تكتب حاجة تانية غير كتب كتابي أنا وانت ساعتها براحتك اكتب اللي نفسك فيه بس خلي بالك مش هقراه سايرها سيف في كلامها وسألها في جدية مصطنعه
اجابت بجدية مطلقة
الملخص من اوله كدا مش عجبني وشكله هيطلع كتاب مقاولات تمام زي أفلام المقاولات كدا وانا ماليش في اللون دا
أطلق سيف ضحكة رجولية عميقة مست شغاف قلبها وجعلت ابتسامة حالمة لا ارادية ترتسم على وجهها الفاتن وقال
تصدقي أنا الاول كنت عاوز اټخانق معاكي لكن بعدين مقدرتش امسك نفسي من الضحكواضح فعلا ان حياتنا مع بعض مش هيكون فيها أي ملل هدأت ضحكاته وتابع بنبرة جادة لم تخلو من شجن أثار لديها مشاعر غريبة عنها تختبرها معه لأول مرة
لم تعلم منة بما تجيبه فوجهة نظره منطقية وهى لا تملك سوى الاعجاب بها فهو يخشى الله في علاقته بها ولا يريد سوى التقرب منها بدون أن يتكبل ضميره بعبأ ذنب من السهل تجاوزه
طيب نخليه بعد شهر أجاب سيف بنزق
ايه شهر بقه أنا يا مفترية بقولك عاوزه بعد تلات أيام تقوليلي شهر تنفس عميقا ثم تابع بجدية
بصي يا منة هما اسبوعين ودا آخر كلام عندي ثم تابع بلهجة لينة لإستمالتها
المفروض دى حاجه تفرحك وتخليكي تتأكدي أنى فعلا جاد جدا في ارتباطي بيكي وعمري ما هفكر تاني وانا متأكد انه نفس الاحساس دا هيكون عندك بس انت اديني الفرصة انى أقنعك ان خۏفك دا مالوش أي مبرر
يعني أنت مش هتنفع تقنعني الا لو كان مكتوب كتابنا
قال سيف بمكر جعل الډماء تتدفق الى وجنتيها
اكيد يعني مثلا لو عاوز أقولك كلمة أو انقل لك شعور معين مش هعرف وانت هتتكسفي لكن واحنا مكتوب كتابنا أنا مش بعمل حاجه غلط ولا هخاف حد
يسمعني ولا حاجه وفي نفس الوقت أهلك هيكون قلبهم جامد واحنا بنتكلم ولا حتى واحنا خارجين سوا
طيب هتف سيف
طيب ايه
منة بخجل
طيب يا سيف طيب تأوه سيف عاليا وقال بحماس مندفع
من بكرة هكون عندكم علشان اقول لوالدك على المعاد لو بابا ماكانش مسافر بكرة كان جه معايا لكن للاسف الحاج والحاجة لازم يسافروا الصبح الحاج وراه مصالح مش هيقدر يعطلها انما ما قلتيش عاوزة شبكتك تبقى ايه
قضمت منة باسنانها اللؤلؤية شفتها السفلى كعادتها لدى شعورها بالتوتر وقالت بخفوت
الشبكة دي زي بابا ما قال هديتك ليا تبقى على زوقك انت
سيف بحنان وحب شعرته في نبرات صوته
لو عليا انا عاوز أجيب لك أغلى وأجمل حاجه وبردو يبقى شوية عليكي والمهر زي ما باباكي قال اللي في مقدرتي وانا مش هبخل عليك بحاجه ابدا وبكرة بإذن لله هتفق مع باباكي في كل حاجه أنا رأيي كتب الكتاب يبقى عائلي يعني نكتب في المسجد انما الفرح نكون مرتبين له قبلها ليكي عليا أعمل لك أجمل فرح في مصر كلها ونعزم ان شالله حتى الدنيا بحالها ايه رأيك
أجابت منة بخجل
اللي تشوفه
أنهت مكالمتها مع سيف بعد حديث طال لأكثر من ساعتين لا تعلم ما هذا الشعورالذي يغزوها كلما حاډثها سيف بصوته القوي الرخيم تشعر بدغدغة في مشاعرها لا تعرف لها إسما هي لا تعلم ان كانت قد تسرعت بالاستجابة لرجائه بتعجيل موعد عقد القرآن ولكن ما هي على يقين منه أنها بذلك تكون قد اتقت الشبهات فلا تشعر بالذنب اذا ما همس لها سيف ببضع كلمات جعلت أوصالها تغدو كالهلام كما حدث في نهاية مكالمتهما اذ همس لها بنبرة شجن وحنين
تصبحي على خير يا منى عمري كله ثم بنبرة أشد خفوت
بحبك لينهي المكالمة تاركا اياها وقد شعرت بحرارة جسدها تكاد تقارب الاربعون وفوران في مشاعرها الداخلية وسخونة في وجهها حتى انها كادت تقسم أنه
غدا كثمرة الطماطم الناضجة تماما
اتفق سيف مع والدها على التفاصيل الاعتيادية الخاصة بزواجهما لم يكن ينفردا بها في العمل الا نادراأما مساءا فكانت مكالمتها المعتادة والتي غدت بالنسة الى منة كطقوس يومية لا تستطيع النوم بدونها ولكنه لم تهاتفه هي ولا مرة فكان هو دائما الباديء بالاتصال وكان يمازحها قائلا أنه لن يغضب لعدم مهاتفتها له لعلمه بخجلها ولكن بعد عقد القرآن سيكون لكل حاډث حديث وقتئذ
فرح الجميع لنبأ خطبتهما وباركوا لهما بفرحة من الاعماق فقد استطاعت منة اكتساب حب واحترام الجميع في تلك الفترة القصيرة التي عملت بها في المكتب
أوشك الاسبوعين على الانتهاء واقترب موعد عقد القرآن والذي تم الاتفاق على أن يكون في مسجد الشهير وتمت دعوة جميع الاقارب من الجهتين لحضور عقد القران ثم بعد ذلك تمت اعداد وليمة كبيرة لأفراد العائلة المقربين فقط لدى منزل عبد العظيم والد منة ولكن حدث شيئين في تلك الايام القليلة التي سبقت عقد القرآن كانا عبارة عن مكالمة هاتفية و زيارة غير متوقعة كان لهما دور كبير في مجريات الأحداث بعد ذلك
أما المكالمة الهاتفية فكانت بين عواطف والدة منة تدعو فيها شقيقتها الوحيدة سهام والمقيمة في الاسكندرية لحضور عقد قرآن ابنتها والتي ما ان علمت بالنبأ حتى سكتت مصډومة وعندما شعرت بدهشة عواطف شقيقتها لصمتها المباغت انتبهت من صډمتها وهنأتها بخطبة ابنتها وقالت في معرض حديثها ما أزاح النقاب عن صډمتها أول الأمر
مبروك يا عواطف يا حبيبتي انت عارفة منة غالية عندي أد ايه لو أقولك يمكن أغلى من رانيا بنتي
أجابت عواطف بحنان
عارفة يا سهام طبعا وولادك غاليين عندي اوي ربنا يفرحك بشهد بنت رانيا وعقبال نادر ايه لسه مش ناوي نفرح بيه ابنك مش صغير يا سهام ساكتة عليه ليه دا احمد اللي أصغر منه بسنتين عاوز يخطب واحده زميلته في الشغل ومنة بتشكر فيها اوي قلنا بعد كتب كتاب منة ان شاء الله نروح نخطبها له
زفرت سهام بيأس مطلقة تنهيدة عميقة وقالت
أعمل ايه يا عواطف مش بإيدي لو عليا نفسي أجوزه وأفرح بيه انهرده قبل بكرة انت عارفة هو ورانيا اللي طلعت بيهم أنا وشوقي من الدنيا لكن أقول ايه اللي كان عاوزها ومستنيها راحت لأبن حلال تاني بس على الله يكون يستاهلها بجد
عقدت عواطف جبينها وقالت بحيرة
هو نادر كان حاطط عينه على حد
اجابت سهام بأسف
كان يا عواطف كان
اجابت عواطف وقد بدأ عقلها يعمل سريعا على ربط المعلومات التى اخبرتها بها أختها بعضها ببعض
وانتو ليه ما فاتحتوش اهل البنت
سهام بحزن على ابنها عندما يعلم بخطبة فتاة احلامه لغيره بل ودعوته هو ليكون شاهدا على عقد القرآن كما أخبرتها شقيقتها
كانت بتدرس واحنا عارفين انه باباها رافض أي كلام في الموضوع دا لغاية ما تخلص وسبحان الله لسه
مخلصة مابئالهاش شهرين ونادر كان مشغول اليومين اللي فاتوا دول في كم فوج سياحي لشركة السياحة اللي هو ماسكها وكان ناوي آخر الاسبوع ننزل مصر ونتقدم رسمي بعد ما افاتح مامتها طبعا بس نعمل ايه بقه القسمة والنصيب
هتفت عواطف بينما رنا الى سمعها حشرجة بكاء من الطرف الآخر
انت انت قصدك منة بنتي
قالت سهام وسط غصات بكائها
كان قايم نايم يحلم بيها يا حبيبي وكل ما اقوله افاتحك ولا ألمح لك يقولي يا ماما عمي عبدالعظيم رافض أي كلام خالص ولما حد بيفاتحه بيرفض من غير حتى ما يعرفوا منة انما نقول ايه حد كان عارف انها اول ما هتتخرج هتتخطب على طول زي ما يكون العريس واقف ع الباب
قالت عواطف بحزن على حال شقيقتها وابنها الذي بمكانة احمد ابنها
معلهش يا سهام مش هقولك لو كنت قولتيلي لأن كل شيء قسمة ونصيب وان شاء الله ربنا يوفقه في واحده أحسن من بنتي كمان
أنتهت المكالمة ولاحظ عبدالعظيم شرود زوجته الواضح فسألها فسردت له ما دار في المكالمة بينها وبين شقيقتها فقال بأسف لحال نادر والذي يكن له معزة خاصة
لا حول ولا قوة الا بالله انما هقول ايه كل شيء قسمة ونصيب ونصيبهم مش مع بعض نادر راجل بجد ولو كان عندي بنت تانية كنت روحت وخطبته هو ليها بنفسي
ثم طلب منها عدم اخبار أي كان بهذا الامر خاصة منة
أما الزيارة الغير متوقعة فكانت من غادة
فاجئت غادة منة بزيارتها في مكتبها وبعد تبادل التحيات اخبرتها غادة برغبتها في ان ترافقها منة لشراء ما يلزم من أدوات ولوازم التشطيب الداخلي
فتشت منة عن سيف لابلاغه بمرافقتها لغادة ولكنها علمت من نشوى انه بالخارج في احد مواقع البناء فأخبرت احمد شقيقها الذي مازحها بشأن رغبتها بأخذ الإذن من سيف قبلا فأخبرته بترفع
دا شغل يعني من الآخر أروح ولا أفضل والزبونة تطير مننا
هتف أحمد
لا لا لا
روحي طبعا زبونة مين دي اللي تطير دا احنا عاملين لها شغل كتير اوي والمكتب هيكسب من وراها غير الارباح المادية شهرة جامدة جدا
بعد ساعتين قضتها كلا من منة وغادة في جولة شرائية مكوكية زارا فيها نسبة كبيرة من المعارض المخصصة لهذا الأمر دعت غادة منة لاحتساء كوبين من العصير في مقهى قريب قبل رحلة العودة
اثناء احتسائهم لعصير البرتقال الطازج تحدثت غادة بتلعثم طفيف قائلة
منة ممكن أسالك سؤال
أشارت منة برأسها بنعم هاتفة
اكيد اتفضلي
تابعت غادة وهى تنظر الى كأس العصير القابع بين أصابعها البيضاء الطويلة وقالت بصوت تشوبه بعض المرارة بينما لمعت عيناها بدموع محپوسة
يمكن تستغربي للكلام اللي هقوله خصوصا ان فترة تعارفنا مش كبيرة اوي لكن
متابعة القراءة