رواية ترويض ملوك العشق الكاتبة لادو غنيم

موقع أيام نيوز


مكتبة عجوز ثائر يحمل من الڠضب صناديق يقترب إلي
باب مكتبه جعله يهتف من جديد
تصدق أني أول مره أعرف أن سالم ابن حلال 
بص وراك كده الأسد العجوز وصل يابن المغازيه
أستدار عمران للوراء ورئه عبر زرقويتيه سالم يفوت إليهم دون أستاذان يردد بوجه غاضب ومعقود بشراسة الحديث
بقي أنا سالم الشداد حتت عيل زيك يوقع أسهمه 

تشرب قهوة 
هكذا كان رد جبرانالذي أمسك بفنجال القهوة وأخذ رشفه من ثم وضعه ببرود تعدي حدود الغرور اما سالم فرفع سبابته أمام عيناه قائلا بلهجة مليئه بالتحدي
مفكر نفسك كسبتني أنت بتحلم مش أنا اللي اتهد علي أيد حتت عيل لسه بيقول يهادي عيل بيحفر أسمه وسط الأسواد 
رفع أصابعه وفرك أنفه محاولا أكمل بروده ورفع عيناه ناظر له بالامبالاه 
أنت عمال تقول عيل عيل هو في أطفال هنا وأنا مش واخد بالي لو فيه قولي عشان أنا بكره كلام العيال ودوشتهم اللي علي الفاضئ
نفخ سالم الهواء بحنق كاد يطق عيناه
ماشي يا جبران أنا هوريك سالم هيعمل ايه وحياة أمي من الحظة دية مش هيبقي ورايا حاجة غير أني أهدك أنت وامبراطورية المغازي علي دماغك خلي بقي الغرور ينفعك 
ابقي سلملي علي أمك ياريت ماتتاخرش في
الهد كتير عشان 
ماليش خلق والا ايه يا عمران 
ناشد عمران بعيناه ليسانده وبالفعل لم يتردد عمران من اخراج الضيق الذي سببه حديث سالم 
قبل مانت ماتيجي كنت بقول لجبران يبعد عنك وكفاية اللي عمله فيك بس بعد اللي قولته وتهديدك لينا فاعايزك تلحق تعشلك يومين عشان كلها أيام وهنكون جايبينك الأرض أنت واللي يتشددلك 
تجحظت عين الشائب بالتوعد القاسئ لهما فهما بالنسبة له صغيرين لكن ذلك لم يغفر لهما لدية مما جعله يرسم بسمة خافته فوق شفتاه ملئ بالكراهية وباح بصوت هادئ مثل سكون الليل 
بتفكروني بشبابي كنت زيكم كده واخد الدنيا علي صدري ومش هاممني حد بس أنا بقي سبقتكم في السن وعارف أزي أهد حماسكم واطبق صدوركم بيقوله دايما اللي أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنه وأنا أكبر منكم ب أيام يعني أعرف عنكم بسنين ومن الحظة دية أعتبره عداد هدمكم بدأ يا ولاد المغازي 
حذفه مالدية في وجوههم التي ذات تعقيداوأستدار ليذهب لكن أوقفه صوت جبران الناطق بجمود 
متنساش تسلملي علي أمك 
هتسلم عليها بنفسك لما ابعتك ليها الأخره
عن قريب 
رد عليه بكامل جموده دون النظر لهم وأكمل سيره إلي الخارج اما جبران فصق علي أسنانه بغرازهمعلن عن كم الضيق الذي حمله طوال المقابلهاما عمران فقال بتاكيد
من
الحظة ديه الحراسه عليك هتذيد سالم كلامه واضح أوي ولزم ناخد احتياطتني 
مبقاش أنا جبران أن مخليته يلف حولين نفسه بقولك ايه من النهاردة عايزك تعين واحد يراقبه لليل معا نهار مش عايزة يغيب عن عنينا ثانية واحده وكمان ذود الحرس علي القصر بس بشكل طبيعي مش عايز حد يحس بحاجة وممنوع أي حد يخرج من القصر من غير الحرس بتاعه يا عمران
كنت هعمل كده من غير ماتقول 
المهم أنت تهدي العب شوية خلينا نركز في شغلنا أحنا عندنا مؤتمر مهم في فرع شركتنا في لندن كمان أسبوعين ولزم نكون دارسين المشاريع اللي هنتكلم عنها متنساش أننا هنتعاقد في المؤتمر علي أكبر منتجع سياحي في مصر 
متقلقش كله تحت السيطره 
تحدث عمران بجدية
بمناسبة بقي السيطرة عايزك تسيطر شوية علي ردود أفعالك وصلتني أخبار أنك ضړبت مساعد الدكتور اللي بيشرف علي حالة نهالعشان قالك أن مفيش داعي لوجودها علي الأجهزه لأنها مش هتفوق من الغيبوبة أبدا 
تنهد بضيق ملحوظ 
أيوة ضړبته وكسرتله منخيرة ولوله أنهم حشوه من تحت أيدي كأن زماني مكسرله باقي عضمة 
قال الأخر متعاطف
أنا عارف أنك بتحب نهال مراتك بس أنت كده مش بتساعدها أنت بتعذبها نهال في الغيبوبه بقالها سنتين من يوم ماولدت بنتكم
ومفيش أمل من أنها ترجع للحياة تاني والأهم من كل ده أنك خلاص وافقت علي الجواز من البنت اللي أمك هتختارها
أنا وافقت عشان أرضيها متنساش أنها مريضة قلب وأخر مره رفضت فيها الجواز تعبت وكانت ھتموت فيها عشان كده وافقتها الكلام وهتجوز عشانها بس ده عمره ماهيخليني أنسي نهال والا اتخلي عنها
تنهد عمران بحيرة
مش عارف أقولك ايه بس اللي متاكد منه أنك خلاص مبقتش تصلح للحب مره تانيه والبنت اللي هتتجوزها هتتظلم معاك لأنها هتبقي بالنسبالك مجرد صفقة بتنفذها 
واجهه بحقيقة الأمر وغادر المكتب تاركه يسند رأسه علي المقعدبعين ثابتة النظرة الجادة لكن تلك النظرة كانت تخفي خلفها حيرة تشتت العقول
اما في جامعة القاهرة داخل أحد المدرجاتكانت تقف رؤيتنا بطلتها الأنثوية المحتشمه مرتدية ثوب فضفاض بالون الأسود مزين بورود بيضاءوتخبئ شعرها بحجابها الأبيضتسير بكوتش أبيض أمام الحاضرين تنظر لهم بوجهها الراقي المعډوم من مساحيق التجميل 
تدرس للطلبه الهندسة المعمارية وفور أنتهاء المحاضرهحملت حقيبتها البيضاء وصارت للخارج تسير
باحتشام وروقئ وبعد دقائق كانت تجلس في السيارة بجانب خطيبها حازمالذي يقود بهما السيارة إلي شقتهم التي ستجمعهم بعد أيام
مكنش فيه داعي أني
 


أروح الشقة يا حازم 
كنت خدت أنت التحف اللي ناقصه وحطتها بنفسك في الأوض 
حدثته بعدم رضا لكنه ابتسم بمراوغه 
يابنتي كل العرايس بيروحه يفرشه شقاقهم وأنتي العروسة الوحيدة اللي مفرشتش شقتها بقي ده اسمه كلام 
أجابته بجدية
وفيها ايه أنت عارف أن ماما نبهة عليا أني مروحش الشقة لأن ده فال وحش وكمان الأن الأصوال بتقول أني مينفعش اروح معاك الشقة لوحدي قبل الفرح
أنت عارف كويس أني رايحة معاك دلوقتي من وراه ماما لأنك صممت أني أجي معاك والله لو عرفت أني روحت الشقة هتبهدل الدنيا 
أنا مش فاهم ليه يعني التعاقيد ديه فال
وحش ايه ديه كلها تخاريف
لاء مش تخاريف ديه حقايق وأصول ميصحش أروح معاك الشقة لوحدينا غير يوم الفرح بقولك ايه يا حازم أنا مش مرتاحه خلينا نروح والتحف هبقي انظمها بعد الفرح 
تنهد الأخر ببسمه
احنا خلاص وصلنا الشقة ياله أنزلي خلينا نطلع نحط التحف وعشر دقايق وهننزل
أستدارت بوجهها ونظرت بعيناه بقلق إلي البناية وحينها راوضها شعور قارص لقلبها لكنها وجدت حازم يفتح لها الباب وأمسك بيدها وأخرجها من السيارة وبعد 15دقيقة كانت تقف رؤية داخل حجرة نومها تضع أخر تحفه علي الطاوله المجاوره للتخت وفور أن أنتهت منها أستدارت للخلف تفاجئة بحازم 
بس أنا شايفك دلوقتي مراتي من يوم ماخطبتك من سنة وأنا بعتبرك مراتي يا رؤية وكنت مستني الحظة اللي يتقفل علينا فيها باب واحد أنا مش طالب أكتر
وبعد ساعتين كانت تجلس رؤية داخل السيارة أمام بناية والديها تبكي بقلب كاد ينفطر بعدما فردت في معها ما هو فكان يوسيه بكلماته المطمئنه
يا رؤية خلاص محصلش حاجة لكل ده أحنا كده كده مخطوبين وفرحنا كمان خمس أياموتبقي مراتيفمتخفيش كده محصلش حاجة لكل ده 
رفعت عيناها الملتهفه مثل قلبها الباكي تتفوة 
ببحة منكسرة
جلد ايه بقولك أنتي هتبقي مراتي كمان خمس أيام يا رؤية واللي حصل بنا مش مصېبه لان الجواز هيتم بصي أنتي متوتره من اللي حصل عشان كده عايزك تطلعي وترتاحي وتنسي اللي حصل وتجهزي نفسك للفرح
أبتسم بدموع ساخره
أنسي اللي حصل ربنا يديني من هدؤ الأعصاب اللي عندك
راوغها ببسمة
متقلقيش هنتجوز وأنا هديكي هدؤ وحب وكل اللي عايزاه ياقلبي ياله بقي فكي التكشيرة دية
متنساش تحدف الملايه اللي نمنا عليها اوعي
حد يشوفها 
تحدثت بقلق عن الملاية اما الاخر فقال
مين بس اللي هيشوفها أنتي عارفه أني مقطوع من شجرة ومفيش حد عايش معايا في شقتي
المهم أنتي متشغليش بالك بحاجة ياله اطلعي أرتاحي وهبقي أكلمك بالليل
عايز ايه مني
تعاليلي الڤيلا كمان ساعة وأنت هتعرف عايزك ليه 
أغلق المتصل الهاتف أما حازم فنفخ الهواء من فمه بضيقوحذف الهاتف عالمقعد المجاور وقاد سيارته 
اما لدئ رؤية بعد خمس دقائق كانت تقف في ريسبشن شقتهم أمام والدتها التي تحدثها بغرابة
مالك يا رؤية شكلك معيطه ليهوبعدين كنتي فين كل ده مش المفروض تبقي هنا من تلت ساعات
حاولت أخفاء خۏفها وتحدثت بعين ناظره أرضا
اضطريت أدي محاضرة ذيادة للطلبه عن اذنك هدخل أتوضئ وأصلي وهقعد أقرء قرأن ياريت محدش يخبط عليا
مالك فيكي ايه أنا أمك وحسه بيكي
مفيش يا أمي أنا بخير عن أذنك 
فرت من أمام والدتها إلي حجرتها وفور أن أغلقت الباب عليها أنهارت باكية تخبئ صوتها خلف يدها التي كممت بها فمها 
حصرتها علي ما فعلته بحالها كان شعورا قاټلا ظلت تبكي حتي دلفت وتوضئة وغيرت ملابسها وأرتدت ملابس نظيفه ووقفت تصلي باكية تدعو الله أن يغفر لها ما فعلته 
وبعد ساعة مما حدث كان يقف حازم في ڤيلا فخمة التراثداخل مكتب سالم الشداد الذي يقف أمامه قائلا
أنت طبعا مستغرب أنا ليه طلبت أنك تيجي
أبتسم الأخر ساخرا
أكيد جايبني عشان تسمعني نفس الكلمتين بتوع كل مره أنت مش ابني ومش هعترف بيك
جحظ عيناه بتعجب بينما الأخر فاكمل بجدية

 

تم نسخ الرابط