الجزء الثاني رواية جديدة بقلم نونا المصري

موقع أيام نيوز


خلاص هي رجعتلي مرة تانية و مستحيل اسيبها ابدا وهنعيش كلنا مع بعض وانت هتبقى الشمس اللي بتنور حياتنا يا حبيبي 
قال ذلك ثم قبل يد ابنه واخذ يتأمله وهو نائم بعمق فتحرك الصغير وحرك فمه بشكل لطيف مما جعل ابتسامة ادهم تتسع اكثر 
في فجر اليوم التالي 
كانت مريم نائمة على الاريكة في غرفة ابنها في المستشفى وكانت تغطي نفسها بسترة ادهم الذي كان نائما على الكرسي بجانب سرير ابنه اما الصغير فاستيقظ اخيرا وبدأ يبكي لان چرح العملية قد سبب له الالم فاستيقظ والداه على صوت بكائه وهرعت مريم نحوه واخذته في حظنها قائلة ششش متخفش يا حبيبي ماما هنا 

ولكن ادهم الصغير لم يتوقف عن البكاء فجلس والده بجانبه على السرير ولكنه لم يعرف كيف يتصرف فأدركت مريم ذلك لذا قالت لابنها بص مين هنا يا ادهم لو هتفضل ټعيط كدا بابا هيزعل منك اوي وهيرجع يسافر ومش هيقعد
معاك ابدا 
في تلك اللحظة توقف الطفل عن البكاء وكأن مريم القت عليه تعويذة سحرية فالټفت الى والده وسرعان ما ابتسم لتظهر اسنانه الصغيرة التي كان بعضها مفقودا وقال بصوته المبحوح بابا انت رجعت من السفر ! 
قال ذلك واقترب منه ثم عانق ذراعه بقوة وهو يبتسم اما ادهم فأستغرب لان ابنه تعرف عليه فنظر إلى مريم التي تنهدت وقالت متستغربش انا كنت بكلمه عنك كل يوم وكمان هو شاف صورتك وحفظها كويس وعارف انك بباه 
فابتسم ادهم ابتسامة مشرقة ونزلت دمعته وسرعان ما احتوى ابنه بين ذراعيه وكاد ان يسحق عظامه الصغيرة وهو يعانقه بقوة قائلا ايوا
يا حبيبي انا رجعت من السفر ومش هسيبك بعد كدا ابدا 
ذرفت مريم الدموع بدورها وهي تنظر اليهما لذا اشاحت بنظرها بعيدا ومسحت وجنتيها ثم عادت لتراقب لم شمل الاب والابن وهي تبتسم اما ادهم الصغير
فكان يصدر ضحكات رنانه وهو بين احضان ابيه وكأنه نسي كل الألم الذي كان يشعر به فابعده والده عنه ثم نظر إلى وجهه وهو يبتسم واخذ يقبل وجنتيه بعمق بينما كانت دموعه تنهمر فقال الصغير بلهجته المكسرة انت هتفضل معانا انا وماما مش كدا يا بابا
لم يستطيع ادهم ان يجيبه بل امسك بيده الصغيرة وقبلها ثم أومأ له برأسه دليلا على نعم فأتسعت ابتسامة الطفل ورفع يده الصغيرة الناعمة ثم مسح دموع والده وقال طب انت ليه بټعيط دلوقتي خالو خالد قال ان الرجالة ما ينفعش يعيطوا ابدا والا مش هيبقوا رجاله 
فضحك ادهم ومسح اثار دموعه وقال انا مش بعيط بس في حاجة دخلت في عيني 
اما مريم فعادت واحتضنت ابنها بقوة واخذت تبكي بصمت عندما رأته بخير فاقترب ادهم منها ثم مسح دمعتها بلطف وبعدها نهض قائلا هروح انادي الدكتور 
أومأت له برأسها ثم قبلت رأس ابنها الذي كان سعيدا بعودة والده فامسك يده وسأله انت رايح فين يا بابا 
هز الصغير رأسه والابتسامة تعلو وجهه فقبله والده على جبينه بينما كان في حضڼ أمه وبعدها ذهب لكي ينادي الطبيب بالفعل وما ان خرج حتى سأل الطفل امه هو بابا هيفضل معانا على طول يا ماما 
ابتسم مريم ابتسامة دافئة وهي تمسح على شعر ابنها بحنان وقالت ايوا يا حبيبي 
قالت ذلك ثم شردت بفكرها وغمغمت الظاهر ان بباك قرر يفضل معانا على طول المرة دي بجد ومش هيسيبك ابدا 
وما هي الا دقيقة قد مرت حتى عاد ادهم برفقة احد الاطباء وممرضة جميلة فنظر الطبيب الاجنبي الى الصغير الذي تعلق بذراع امه عندما رأى الحقنة بيد الممرضه وقال پخوف هما هيدوني حقنه يا ماما انا مش عايزها 
فابتسمت مريم وقالت متخفش يا روحي هي مش هتوجعك ابدا 
لكنه ډفن رأسه في حضنها واعترض قائلا لأ مش عايز ارجوكي بلاش الحقنة 
فنظرت مريم الى ادهم واشارت له لكي يتصرف فنظر إلى الطبيب وطلب منه ان ينتظر قليلا ثم توجه نحو ابنه وجلس بجانبه على السرير وامسك بيده قائلا متخفش يا حبيبي انا وماما هنفضل جنبك ومش هنخليك تحس بالۏجع ابدا 
فنظر الطفل إلى والده وسأل وهو يلوي فمه بطريقة لطيفة بجد مش هتوجعني 
ابتسم ادهم ووضع يده على خد ابنه قائلا ايوا بص انا هعلمك طريقة مش هتخليك تحس بالۏجع ابدا تمام انت هتمسك
ايدي دلوقتي وايد ماما كمان وهتغمض عينيك وتعد للعشره وبكدا مش هتحس بالۏجع ابدا 
فابتسم الصغير وقال تمام 
فنظرت مريم الى ادهم الكبير بتعجب لانها كانت تعاني الأمرين عندما يتعلق الامر بأعطاء ابنها حقنة حيث كان يرفض ذلك بشدة كلما مرض ولكن بمجرد ان والده قد اخبره بخدعة سخيفة جعلته يتحلى بالشجاعة وقبل ان يخوض ذلك التحدي المرعب بالنسبة لطفل في مثل سنه فقالت هايل اديك طلعت أب شاطر وبتعرف تتعامل مع العيال كويس جايز عندك ولاد غير ادهم علشان كدا تعرف ازاي تتعامل معاهم 
فنظر ادهم اليها وقد لمس شيء من السخرية في كلامها
 

تم نسخ الرابط