رواية قلوب ارهقها العشق بقلم ياسمين رجب
المحتويات
على أحدي الغرف ليأتي صوتها من الداخل عايزيين مني ايه
شعرت السيدة بالضيق من صوت ابنتها المرتفع لتدلف إلى الغرفة قائلة في ضيف بره عايز يشوفك
رفعت عينيها تطالع والدتها پغضب وانا قلت مش عايزه اشوف حد انتوا ايه مبتزهقوش
ولا حتى انا قالها معتز بعدم دلف خلف السيدة
نظرت إلى صاحب الصوت وهي تطالعه بعينين مشټعلة بالأنكسار والضعف عينين مجهدة من البكاء وقلة النوم ليهتف برجاء موجها حديثه لوالدتها ممكن تسبينا خمس دقايق
معتز برجاء ارجوكي خمس دقايق مش اكتر
هزت السيدة رأسها وخرجت بعدم اغلقت الباب خلفها
لينتقل ببصره إلى تلك الصامته التي لمعت عينيها بالدموع فهتف هو ممكن افهم مبتجيش الشركة ليه
نهضت من مجلسها واتجهت إلى الشرفة محاوله الهروب من عينيه حتى لا يري ضعفها لتهتف بنبرة منكسرة لا خلاص مش
نبرتها المټألمة جعلت قلبه ينقبض شعور جديد ولد بداخله ليقترب منها قائلا
بتساؤل ليه بتقولي كده و أيه حصل علشان تتكلمي باليأس ده
طالعته بعينيها السوداء التي ارهقها الحزن لتلتقي بعينيه الباردة كالثلج في اشد ليالي الشتاء ليتوهج لونهم ما ان التقت بعينيه طالت نظرتهم لتعود بنظرها إلى الشرفة مجددا دون حديث فأقترب اكثر وهو يمسك يدها بحنو قائلا بدفئ انا عارف ان الي حصل كان صعب عليكي بس صدقينى ده مجرد أختبار ولازم تنجحي فيه لو كل واحد وقع فضل ثابت مكانه متحركش الدنيا هتقف محدش هيتقدم خطوة واحدة
كانت تائهة في محراب عشقه الذي غلف قلبها لتنتبه لمغادرته الغرفة لتعود ببصرها إلى الشرفة تنتظر خروجه من البنايه لتلمح بطرف عينيها طيفه وهو يتجه صوب سيارته لتترجع للخلف بخجل حينما ألتفت لها وهو ينظر إليها وعلى وجهه ابتسامة ترها للمره الاولى
امام مطار القاهرة الدولي
ثم وضع نظارته كما كانت ليصعد إلى سيارته الفخمة بهيبته المريبة وهو يقرأ تلك الرسالة التي كان مضمونهاعرفنا مكانها وهي حاليا في المبني القديم
في منزل مرام
وصل كلاهما
إلى المنزل دون ان ينطق اي منهما بحرفا واحدا حتى تناولوا العشاء وبقي الصمت سيد الموقف
فكان هو ېحترق بنيران الشوق لها قلبه يؤلمه من ما فعله ولكن هو لم يكن يدرك حقيقة الامر فلو كان ېحترق بداخله ولكن اراد الاڼتقام لقلبه اخمد نيران الشفقة واشعل لهيب الحقد والاڼتقام مرارة الايام السابقة جعلته حاقد وناقم لا يدرك
بينما الحنين والعشق بداخله لم ينتهي يوما فقد عشقها حتى في اشد انتقامه منها
بينما جلست هي بغرفتها تحدق في سقف الغرفة تفكر حالها ماذا تريد الان هل تريد الابتعاد عنه اما البقاء وان ابتعدت هل ستكون قادرة على فراقه مجددا
انتفضت لمجرد فكرة الابتعاد هي لا تريد ان تفارقه لا تريد الطلاق هي فقط تألمت منه وتعلم بأنه ټعذب هو الاخر
في منزل مرام
كانت تحاول النهوض من جواره ولكن كيف لها ان تنهض وهي لا ترتدي شيء طيب هو مسك فيا ليه كده هو انا ههرب اوففف
نظرت إليه بغيظ كيف ينام بهدوء هكذا وهي تشتعل من الخجل
حاولت مرة أخرى رفع يده ولكن فتح عينه بهدوء قائلا كان ممكن تقولي ابعد ايدك علشان اقوم مش تقولي اوووف
ليبتسم بمشاكسة حينما راي وجهها مشتعل بالخجل والدهشة بينما هتفت هي بتساؤل انت كنت صاحي
هز رأسه بالايجاب وهو يطالعها بعشق
بينما هتفت هي بغيظ طيب انا عايزه اقوم
هز رأسه متصنع عدم الفهم هو انا مسكت فيكي ما تقومي
طالعته بدهشة فكيف تخبره بذالك لتهتف طيب ممكن تقوم انت وتطلع لحد ما اغير هدومي
طالعها بمشاكسة قائلا ليه هو انتي لسه هتتكسفي مني
ليبتسم بخبث وهو يرفع احد حاجبيه مما جعل الډماء تتدفق بعروقها لتهتف بغيظ عمار بطل قلة ادب
الفصل الخمسون
انت يا سيدي عشقي وملاذي فكيف لي ان احيا بدونك فعشقك لي حياه
وقلبك لي ماؤه فأن فقدت ضالتي سأجدك في نهاية المطاف تلوح لي حينها دفئ عينيك و أترك الصمت يرحل فلا مجال لشئ حينما تتحدث العيون بلغة العشق
في سيارة كريم بعد ان خرج كلاهما من قسم الشرطة بعدما اجري شهاب كل الاجراءات اللازمة ظلت صامته لم تتحدث بشئ فما حدث معها يشبه الکابوس
بينما طالعها كريم بقلق فهو لم يعتاد على صمتها هذا فربما شعر بالحزن الذي سكن قلبها ليهتف بهدوء وهو يتنبه إلى الطريق سلمى ممكن تطمنيني عليكي
تنهدت بحزن وهي تنظر إليه بعينين تحمل حزن وخوف جعل قلبه يؤلمه لتهتف بنبرة خاليه من اي مشاعر انا كويسه ومش كويسه
اوقف سيارته على حين غفلة ليهتف بهدوء سلمى انا
عايزك تنسي كل الي حصل
نظرت إليه بحزن ليكمل حديثه اعتبري الي حصلك درس وانتي اتعلمتي منه وبلاش تخلي حاجة صغيرة تأثر عليكي
ليبتسم بحزن قائلا لان صدقيني لو ډخلتي في دايرة الحزن والۏجع مش هتخرجي منها ابدا
نظرت إلى عينيه التي احتلها الحزن وكأن هناك ۏجع سكن ضلوعه ليصبح صوته حزينا إلى هذا الحد
بينما شرد الاخر بوجعه الذي اصبح جزء من حياته
الفصل الرابع والخمسون
جاء رجال الاسعاف وحملوا ريان إلى المشفى
بينما لحق بهم عمار ومرام بصحبة عماد الذي أمن لهم المكان حتى لا يستطيع احد الاقتراب منهم
ليدخل بعدها إلى غرفة العمليات التي تم تجهيزها على احدث مستوى فكانت المشفى خاصة بشقيق عماد
وبعد وقت قصير خرج شقيق عماد الذي سكن ملامحه الحزن وهو يهتف للاسف يا عماد
دق ناقوس الخطړ بقلبه وانقبضت ملامحه لتمسك مرام بيده خوفا من ما يتفوه بيه الطبيب
بينما انقبضت ملامح عماد وهو يردد پخوف للاسف ايه
اغمض الطبيب عينيه وهو
يستجمع قوته ثم ردد پخوف ريان اټصاب ب ثلاث طلقات
شهقت مرام پخوف وتجمدت ملامح عمار وعماد ليكمل قائلا وللاسف من بينها طلقة اخترقت الكلي وفي حالة ريان الوضع صعب كونه عايش بكلي واحدة
الطبيب بأسف مفيش غير حل واحد
انتبه له الجميع ليهتف محتاجين متبرع في اسرع وقت
تقدم عماد بقوة وهو يهتف انا موجود خد مني عندي استعداد كامل تاخد قلبي بس هو يعيش
وضع شقيقه يده على كتفه قائلا انت مش هتنفع
انا مستعد اتبرع قالها عمار بصلابة
لتهتف مرام پذعر عمار انت بتقول ايه
اقترب عمار من الطبيب وقال بنفس القوة انا هتبرع لاني كنت السبب في الي هو فيه
انهي حديثه وانصرف إلى غرفة العمليات مرة أخرى
ليبقى الجميع في حالة من الصمت
كانت حالة عماد هي الاصعب بينهم فهو الان سيخسر رفيق دربه الذي تربي معه لسنوات وحتى في العمل كان يشاركه بكل شئ دون معرفة احد من رجال الماڤيا
شعر عمار بالاختناق والضيق من هذا المكان وكل مشاعره هي الاشفاق على حال ريان الذي افداه بحياته ليترك مرام وينصرف للخارج
فلحقت به وهي تقف امامه وعينيها ذرفت الدمع عمار رايح فين
اغمض عينيه بضيق ثم نظر إليها وهو يكفكف دموعها طيب بلاش بكاء علشان خاطري انا مش مستحمل
هزت رأسها بالنفي لتهتف طيب رايح فين
محتاج اكون لواحدي شويا يا مرام ارجوكي
لمحت الضيق بعينيه ورغبته في المكوس لوحده فرفعت قائلة برجاء طيب علشان خاطري متتاخرش عليا
هز رأسه بالموافقة
على الجانب الآخر
خرجت رهف من غرفة العناية بعدما اجري لها الطبيب الفحوصات اللازمة واطمئن على صحتها
ثم بقت قليلا لوحدها دون أن تري احد إليها وهي مسطحه على الفراش والتعب والحزن حليفها
ليدلف بعدها إسلام وهو يحمل باقة كبيرة من الورد وهتف بصوت هامس حمدالله على السلامة
رمقته بنظرة غاضبة ولم تتحدث بعدما التفتت الجانب الآخر
ليشعر هو بڠضبها هذا فهتف بقلق رهف مالك
ممكن لو سمحت تطلع بره قالتها بوهن وتعب
فأمسك وجهها بين كفيه وهو يجبرها على النظر إليه
قائلا بتساؤل مالك يا رهف زعلانة ليه
اغمضت عينيها بضيق ثم هتفت وهي تشيح ببصرها عنه ارجوك انا تعبانه ومخنوقه ممكن تسبني لوحدي لحد ما اهدي
رأي الحزن بعينيها فجلس على ركبتيه بجوار الفراش وهتف بصوت رخيم واحنا من امتي لم حد فينا بيضايق بنسيبه يهدي رهف احنا اتعهدنا محدش يزعل من التاني ويشل في قلبه لا ده يقوله في وقتها علشان الزعل لم بيكبر بيعمل مسافه وفجوة بنا
لمع الدمع بعينيها فهتفت بوهن وحزن انا خرجت من العمليات بقالي اكتر من ساعة وفضلت لوحدي محدش سأل عني حسيت اني مليش حد مع اني اول ما فقت سألت عليك
بسسسسسس قالها پخوف وهو يمسح دموعها التي هبطت من عينيها ثم هتف بصدق انا كنت مستني بره بس لم عرفت ان لسه في فحوصات والكلام ده انتهزت الفرصة وحبيت اجيبلك ورد علشان تكوني مبسوطة اول ما تشوفيه
نظرت بجانبها فوجدت باقة كبيرة من الورد نعم شعرت بالسعادة بداخلها ولكن لم تشاء ان يري ذالك فهتفت بضيق مصطنع مكنش لو لازمة
ابتسم بخبث وقد علم بأن باقة الورد اعجبتها فهتف بخبث اتقانه خلاص هاخده ارميه بره
ثم هب واقفا وهو يحاول أن ياخذه فټفت هي بضيق تعرف انك رخم وغبي
هنا اتقن انها استأت من فعلته وعادت إلى تمردها فهتف بالقرب منها رخم وغبي بس بحبك ومقدرش اعيش من غيرك
لمحت شرارة العشق بعينيه فأبتسمت
بالفيوم وبالتحديد في وادي الريان اجمل محمية طبيعية في مصر
هبط الجميع من الحافلة ونصبوا الخيام على شاطئ البحيرة ولم يشاء احد منهم النزول في اماكن الزوار حتى لا يفقدوا لذة المكان ثم انصرف الشباب بعدها إلى الشلال وهم يشاهدون مدي جماله وقفوا في الاعلي وهم ينظرون للاسفل فكانت كثافة المياة عالية ليقفز احدهما من فوقه حتى سقط وسط المياة وهو يردد بسعادة شباب جربوها المياة حلوة اوي
تبادلوا الانظار سويا وبداء الشباب في القفز واحد تلو الآخر
بينما كانت الفتيات يتابعهن بدهشة وذهول
ليذهبوا هما إلى البحيرة ولكن اوقفهم كريم قائلا اول حاجه مش عايز مشاكل الناس هنا عرب يعني لهم عادات وتقاليد مينفعش تنزلوا البحيرة بلبس مش كويس
صاحت احدهن يعني هننزل بهدومنا يا دكتور
كريم بحدة لو مش عاجبك متنزليش خالص ثانيا محتكوش باي حد ولو في حد غريب ضايق واحدة فيكم انا الي هرد عليه وهعرفه مكانته ومقامه احنا هنا اغراب لازم نحترم المكان علشان الناس الي هنا تحترمنا
واظن كلامي مفهوش غلط
همس بتساؤل طيب كريم بيصير نط من فوق الشلال هداك متل الشباب
نعم قالها كريم بتعجب ثم تابع انتي
متابعة القراءة