ترويض ملوك العشق بقلم لادو غنيم
المحتويات
وصلا دلفت رؤيه من السيارة أما نجمة فقالت لها دون نزول
أنا هستناكي هنا هاتي اللي محتاجاه ولو أحتاجتي فلوس قوليلي.. لأن المشتريات هنا غالية جدا
تمام تسلمي
تبسمت في وجهها وذهبت إلي داخل صيدلية العزبي وفور أن دلفت وجدت فتاة في ذات عمرها هي من بالداخل فوقفت رؤيه أمامها قائلة بتوتر
السلاموا عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أتفضلي أقدر أخدمك أزي
رفعت حاجبها بأستفهام
أستشارة ايه يا فندم أتفضلي
في الحقيقة هو أتصاب في دراعه أمبارح بچرح عميق.. وكل اللي عمله أنه نضف الچرح بالقطنه وشوية بتدينولف الچرح بالشاش ونام.. بس لما صحيت لقيت جسمه سخن أوي وبيهلوس و مكان الچرح عمال ېنزف.. وأنا خاېفه عليه ومش عارفه أعمل ايه ممكن تساعديني وتقوليلي أتصرف أزي
ممكن أعرف نوع الأصابة اللي أتصابها جوزك
بلعت لعابها بتوتر وحاولت التفكير بأجابة بديلة عن الحقيقة وقالت
رصاصة.. في الحقيقة هو كان معزوم في فرح شعبي وهناك من العادات أنهم بيضربه ڼار كا تحية للأهل.. ووقت الضړب في رصاصة خرجت غلط وجرحت دراعه .. بس هي دية كل الحكايةوهو رافض تماما أنه يروح لدكتور وصمم أنه چرح بسيط ميستهلش الكشف.. بس هلوسته وسخونية جسمة مخوفني عليه أوي.. فلو تقدري تقوليلي أقدر أعمله ايه أبقي متشكره جدا ليكي
معا أن الحكاية غريبه وفيها حاجات مش منطقية.. بس تمام هقولك تعملي ايه.. واضح من كلامك أن الچرح أتلوث ولأنها عميق فمحتاج أنه يتخيط..أول حاجة هديكي مطهر تنضفي بيه الچرح كويس جدا..وهتاخدي كحل نوعه قوي جدا لأنه لزم يكوي الچرح.. هتحطي عليه بالمقدار اللي هقول هولك.. وبعد كده هتبدئي تخيطي الچرح من فوق اللي هي الأنسجة الخارجية.. وبس هتلفي الچرح بالقطن والشاش.. أما للسخنيةفهتاخدي مضاد حيوي. وعليكي بالكمادات كل دول عوامل هتساعد أنه يخف
متقلقيش مش هياخد وقت كبير يعني ممكن علي بالليل أو بكرا الصبح يبقي بخير
طب الحمدلله تسلمي يارب!
علي ايه ديه شغلتي. دقيقة أجبلك الحاجة
ذهبت الفتاة وأحضرت المحتويات ومن بينهم أدوات الخياطة الخاصة بالچروح.. وأعطتها لرؤيه التي سألتها بعد ذلك عن النقود
بكام
كان المبلغ بهاظ جدا بالنسب لرؤيه التي لم تكن تملك سوا مائة وخمسين جنية.. مما جعلها تعطيها كارت النقود الخاص بجبران لتاخذ منه مايلزمها.. وبعد الأنتهاء أخذت الكارت والقت عليها تحية السلام.. وعادت وركبت السيارة بجوار نجمة التي قالت
جبتي كل اللي محتاجاه
تبسمت بقلق
أيوة معلش خليتك تستنيني كتير
سألتها بغرابة
جيجو مين
قالت بتبسم
جيجو ده دلع جبران أنا متعوده أقوله يا
جيجو
ااه فهمت
صمتت رؤيه مبتسمه لنجمة التي كانت تبادلها البسمة.. من ثم بدأت بقيادة السيارة وعادتي للقصرونزلت رؤيه ودلفت للداخل فقابلة السيدة كريمان التي تبسمت في وجهها بقول
صباح الخير يا رؤيه كنتي فين.. وجبران فين أول مره يتأخر عن نزوله للشركه
كان ذلك بالنسبة لها يوم الأكاذيبفاصطنعة كڈبة جديده لتلقيها علي أذنين كريمان بقول
كنت بشتري حاجات محتاجها.. وجبران فوق نايم.. بصراحة هو يعني منمش طول الليل.. وقالي من شوية أني أسيبه نايم براحته وأبلغكم أنه حابب أننا نقضي اليوم أنا وهو جوة الأوضة من غير ماحد يزعجنا
لمحت كريمان توتر رؤيه وحمرة خجلها.. مما جعلها تظن أمرا أخر وظهرت بسمة فوق شفتاها معبره عما داخلها من سعاده
براحتكم طبعا أنتم لسه متجوزين ومحتاجين أنكم فعلا تبقوا لوحدكم.. أنا هدي أوامر للخدم أن محدش يزعجكموهخليهم يطلعلكم الأكل علي الأوضة
لحقتها بهلع صوتي
لاء محدش يطلع
كريمان باستغراب
ليه مش هتاكله خالص
حاولت التبرير والهدؤ بقول
طبعا هناكل أنا بس كنت أقصد أني هروح أخد الأكل بنفسي عشان محدش يزعجنا زي ما جبران طلب عشان ميضايقش
تمام يا بنتي أعملي اللي عايزاه
رتبت علي ذراعها ببسمة وذهبت أما رؤيه فتنفست براحة ودلفت إلي المطبخ التي بحثت عنه لدقائق حتي وجدته.. وأخذت منه صحن وبعض علب الثلج..... وذهبت سريعا إلي الحجرة وأغلقت الباب عليهما من الداخل بالمفتاح.. وخلعت الحجاب.. وأمسكت بأغراض الصيدليه.. وجلست بجوار جبران علي الفراشورئته مازلا مريضا.. فبدأت بفعل ما أخبرته بهي الفتاة.. ونزعت الشاش الملوث من علي يده ورئة الچرح عميق ويحاوطه دائره من الألتهاب شديد الأحمرار.
فاستعانة بالله علي قضاء أمرها.. ونظفت الچرح بلطف جيدا.. من ثم أمسكت بالكحل ووضعت منه داخل الچرح
مما جعلا جبران يطلق صرخه صاخبة پألم لكنها أسرعت ووضعت يدها علي فمه لتكتم صرخته فنزول الكحل القوي داخل الچرح كان بمثابة وضع سکين ساخنه عليهحاولت رؤيه تهدئته بقولها الهادئوهي تملس علي شعره مثل الولد الصغير
بس خلاص مفيش حاجة أنت كويس.. خلاص مش هحطلك تاني أهدا. أيوة أهدا
ظلت تردد تلك الكلمات لدقائق معدوده حتي رئة جسده يعود لحالة الثبات وكأنه لا يقدر علي التحرك.. فابعدت يدها برفقمن فوق شفتاه وشعره.. وحضرت الأبره
الخاصه بالچروح هي والخيط. وبدأت بتخيط الچرح برفق فكان جسد جبران يهتز معا كل غرزه تغزوها داخل أنسجته.. ورغم أنها لم تكن قد فعلت ذلك الأمر من قبل.. الا أن أستعدادها لمساعدته كان الدافع لها لتخيط جرحه ببراعه وكأنها طيبيه.. وبعد الأنتهاء وضعت كريم حول الچرح ولفت ذراعه بالقطن والشاش.. من ثم نهضت وأحضرة كوب الماء.. وقرص مضاد حيوي.. وجلست بجواره بالفراش.. وحملت رأسه برفقه ووضعته فوق صدرها.. واعطته القرص داخل فمه بعدما كسرته لقطع صغيره حتي يستطيع أن يبلعهم.. من ثم امسكت بكوب الماء.. وناولته بعد الرشفات.. ووضعت الكوب عالدورج من ثم وضعت رأسه برفق فوق الفراش
ونهضت وأحضرت الصحن بالثلج والماءومعهم تيشرت خاص بهي.. وجلست بجواره وبدأت بعمل الكمادات علي جبينه لتخفض حرارة جسده
اما داخل الشركةفكان يقف عمران أمام طاولة مكتبة مرتديبدلة عصرية بالون الأسودمكونه من بنطال وجاكت من ذات الون وتيشرت أبيض.. وامام عيناه بعض الملفات التي يحتاج آلي أمضائها.. وبجوارة تقف السكرتيرةسهر.. تلك الفتاة ذات الشعر الأسود الكيرلي. والوجه الأسمر لكن عيناها الخضراء كانت تجعلها جذابة.. كانت ترتدي بنطال أبيض ضيق وفوقة بليزر بذات الون أسفله توب أبيض بالكاد يخفي شق نهديها
مش واخد بالك يا عمران باشا أننا لابسين زي بعض يصراحة صدفة غريبه أوي كاننا ثنائي
حاوطته بكلماتها ذات البحة الأنثوية الناعمه.. لكن كامل تركيزه كان بالعمل فقال
مخدتش بالي وياريت نركز في الشغل.. قوليلي جبران باشا وصل الشركة والا لسه
أحرجها فقالت
أحم لاء يافندم لسه موصلش.. هو حضرتك زعلت من كلامي أنا مكنتش أقصد أزعلك
كلامك أنا مسمعتوش .. ياله خدي الأوراق سلميها لعاصم بقسم الهندسة.
تجاهله لها كان بمثابة تحطيم أنوثتها.. وأثار غيظها لكنها لم تمل من المحاولات لتوقعه بشباكها..فامسكت بالملفات وذهبت لكن قبل أن تصل إلي الباب.. اوقعت الأوراق من يدها وأدعت الألم وجلست علي الأرض تمسك بجنبها الايمن متألمه بادعاء
ااه بطني لاء أنت رجعت تاني ليهااه !
ذهب إليها بقلق ومال إليها سائلها
مالك فيكي ايه
تعبانه كل كام يوم ليه بيحصلي كده وايه سببه ياربي أرحمني بقي منه
لمساتها له كانت تجعل جسده يشعر بالقشعريرهلكنه حاول تجاهل الامر وقال
اتحركي معايا وتعالي أوصلك لمكتبك وهبعت لدكتور الشركة يفحصك
لاء مفيش داعي أنا متعوده عالوجع كلها خمس دقايق ويروح
نظرت داخل عيناه بصعبانية وهي تقطم علي شفاها السفليه لتستطيع أغرئه وكأنها تتألم.. لكنه اشاح عيناه عنها وتنهد ببعض الرسمية وفي ذات الحظة وجد هلال تدلف آليه ببسمة مشرقة لكن سرعان ماختفت البسمة وتحولت لضيق
خير جأت في وقت غلط والا ايه
حاول عمران تمرضها وبعدين مالها لزقه فيك كده أبعدي عنه بلاش وقاحة
تصنعة البكاء بذكاء
حضرتيك بتقولي ايه يا هلال هانم أنا مسمحش بالأهانة دية.. وعالعموم أنا هستقيل لأني مقدرش أشتغل في مكان أتهانة فيه
عقدت ذراعيها بغيره سيطرة علي كيانها.. لكن كلماتها
أضاقة صدر عمران الذي قال پحده
بس كفاية كلام الحد كدهسهر روحي علي مكتبك مفيش أستقاله والكلام اللي قالته هلال هانم هتسحبه وتعتذر عنه
حدقة هلال عيناها بدهشة قائلة
نعم أعتذر ليها
قابلها برسمية
أيوة لأنك غلطانه يا هلال هانم وواجب عليكي الأعتذار
قالت بتحدي
مش هعتذر يا أستاذ عمران لأنها تستاهل كل اللي قولته .. عن أذنك
هلال بقولك أعتذري
أسفه مش هعتذر مش هلال العطار اللي تعتذر لوحده مفهاش حاجة من الأنسانية زي المخلوقة ديه
ذهبت هلال والڠضب مرافقها اما عمران فتركته في حالة من الضيق وقبض علي اصابعة كأنه يخرج غضبه بتلك الحركه.. اما سهر فستغلت الأمر وشهقت باكية بقول
عشان خاطرك أنت بس مش هستقيل يا عمران باشا بس أحب أقول ياريت تبلغ الهانم أني محترمة جدا وعارفه أنا ايه كويس والأهانه اللي وجهتها ليا مكنتش هتنازل عنه غير باعتذار لوله محبتي لحضرتك هي بس اللي هتخليني اتنازل عن الأعتذارعن أذنك هرجع أشوف شغلي
غادرت سهر بعدما أصارت غضبه أكثر تاركه أياه ېحترق صدره من الضيق.. وهو ينوي أن يلقن هلال درسا حينما يعود للمنزل في المساء
يتبع
تطايرت دقائق النهار وغابت الشمس وطل القمر بسكونه المظلم في الأرجاء. وداخل حجرة عمران الذي عاد للتو من العمل وجدا هلال تجلس علي الأريكة وبيدها بعض الاوراق تتابع عملها ويبدو عليها الضيق.. لكنه لم يهتم
أنتي أزي تقللي مني قدام سهر وترفضي أنك تعتذري
وضعت الاوراق ونهضت امامه بزمجرة أشد
حضرتك اللي قللت من نفسك لما طلبت مني طلب زي ده.. أنت أزي تطلب مني كده ازي عايز تهني قدام واحده زي ديه
نفخ الهواء بحنق من فمه قائلا
يادي زي ديه هي ديه أيه مش بنت زيها زيك والا
أنا غلطان
تجحظت عيناها باندهاش
أنت بتشبهني بسهر يا عمران... بقي أنا زي سهر اللي متعرفش حاجه عن الأخلاق والأحترام
نفسي أفهم بتبني كلامك علي أساس أيه البت شغاله عندنا بقالها شهر ومصدرش منها أي تصرف يسئ ليها
أنت بدافع عنها يا عمران..
سألته بعين أمتزجت بالدموع التي عبرت عن حزنها الممزوج بالغيرة وأكملت بصوت اصبح هادي لكن ذو بحة صلبة
تمام واضح أن الأستاذة سهر مسيطرة علي رؤيتك .. عشان كده هسيبك علي حريتك بس من هنا الحد لما تشوف حقيقتها مش عايزه أسمع أسمها والا المحها عندك في مكتبك ولو أنت مخلتهاش تسيب السكريترية عندك وتروح قسم الأرشيف فانا هكلم جبران وأخلية يمشيها من الشركة كلها!
قالت مالدية وهمت بالذهاب من أمامه لكنه أمسكها من يدها وجذبها إليه لتقابل عيناه المتجحظة بحنق
أنا مش عيل صغير عشان ټهدديني يا هلال هانم.. وسهر مش هتسيب السكرترية عندي وحتي لو جبران طلع قرار برفدها هقف ضدد القرار ده ومش هسمح لها أنها تسيب شغلها معايا
ذبح قلبها بدافعه عن غيرهاوسقطط دمعتاها الحائرة مثل نبرتها التي أخرجتها ببحة البكاء
أنت شايف نفسك بتقول ايه
متابعة القراءة