روايه شهنده

موقع أيام نيوز

من وسامته الطاغية حين يبتسم فما بالها حين يضحك وتعلو ضحكاته..حينها حقا يذوب قلبها عشقا ..توقف عن الضحك وهو ينظر إلي نظراتها المتيمة به مبتسما بحنان وهو يقول 
بحب طفلة بجد..
عقدت حاجبيها لتنفرج أساريرها 
ترجل مراد من السيارة متجها إلى تلك البناية التى لم يزرها لأعوام مضت..توجس قلبه خيفة من أن ترده خائبا..ولكنه عزم أمره..لن يتوانى عن طلب الغفران ولن يستسلم حتى تغفر له وتسامحه..ليظهر بعينيه التصميم قبل أن يدلف إلي الداخل غافلا عن عيون إتقدت شرارتها..وصاحبتها تنظر إليه من خلال زجاج سيارتها..لتحمل هاتفها وتتصل بهذا الرقم الأخير على سجل مكالماتها قائلة 
زي ما توقعت يامجدى..الباشا راحلها البيت.
قال مجدى 
وده معناه إيه يابشرى
قالت فى ڠضب 
اللى أنا شايفاه أدامى ملوش عندى غير معنى واحد..إن مراد بيلعب بديله..ولو إتأكدت من الكلام ده..هيبقى ياويله منى..مش بشرى اللى جوزها يعرف واحدة عليها أبدا..دى تمحيه وتمحيها من على وش الأرض.
قال مجدى بهدوء 
طيب إهدى يابشرى..إنتى فين دلوقتى
زفرت بشرى قائلة بحدة 
أدام العنوان اللى إنت إديتهولى.
قال بحزم 
طيب أنا جايلك حالا..إستنينى.
ليغلق الهاتف بينما تعلقت عيون بشرى بتلك البناية تتوعد كل من مراد وتلك الفتاة البسيطة شكلا وملبسا..بنيران ستحرقهما إن تأكدت فقط من خېانة زوجها لها..نعم فقط ستنتظر ....لتتأكد.
نظرت شروق إلى نهاد التى تنظر إلى هاتفها الذى رن مجددا بمشاعر مختلطة ظهرت جميعها على وجهها..لتدرك هوية المتصل وتشفق على حاله وحال صديقتها..توقف رنين الهاتف لتقول شروق بحزن 
برده مش هتردى عليه يانهاد.
تجمعت الدموع فجأة فى عيني نهاد وهي تقول بأسى 
أعمل إيه بس..أرد عليه وأقوله إيه..إنى لسة عند رأيي ..إنى مش موافقة أربط حياته بحياة واحدة زيي..تعبت أجرحه
وتعبت أشوف خيبة أمله جوة عيونه وصوته..حقيقى تعبت.
لتنساب دموعها على خديها ..ربتت شروق على يديها قائلة بحزم 
هقولك كلامى ده لآخر مرة يانهاد..إنتى اللى تاعبة نفسك ومعذبة قلبك وقلبه على الفاضى بأوهام جوة دماغك إنتى وبس..حبه ليكى واضح وقوى زي حبك تمام..والحب اللى بالشكل ده مفيش عقبة فى الدنيا ممكن تقف فى طريقه..حبكم هيعدى كل حاجة ممكن تفرقكم..إسمعى كلامى وآمنى بقوة حبكم وإديلوا فرصة..صدقينى مش هتندمى.
رفعت نهاد إليها عيون تملؤها الحيرة وهي تقول 
طب ليه إنتى مآمنتيش بكدة ياشروق..ليه بتتخلى عن مراد
قالت شروق بنبرات رغما عنها خرجت متهدجة حزنا 
أنا ومراد وضعنا مختلف زي ما قلتلك..أنا صحيح بحبه بس هو محبنيش..وعشان كدة..حلقة جوازنا كانت ضعيفة وأقل حاجة قابلتنا كسرتها..لو كان بس بيحبنى نص الحب اللى حبتهوله..صدقينى أنا كنت إتحديت الدنيا عشان أفضل معاه.
رن الهاتف مجددا لتنظر إليه نهاد بتردد..لتقول شروق بإستنكار 
إنتى لسة هتفكرى..ردى على التليفون يانهاد..ياهرد أنا وأقوله إنساها يارأفت..نهاد حبها أضعف من حبك ..روح دورلك ياابنى على واحدة تستاهلك.
نظرت لها نهاد وقد ظهر التصميم على وجهها.. لتمسك هاتفها تجيبه قائلة 
ألوو..أيوة يارأفت..ثوانى وهكون معاك.
لتنهض وهي تضع يدها على سماعة هاتفها تكتمها قائلة بهمس 
أنا قلتلك قبل كدة إنى بحبك ياشروق.
إبتسمت شروق قائلة 
قوليله هو.
قالت نهاد فى حيرة 
أقوله إنى بحبك إنتى.
جزت شروق على أسنانها قائلة بغيظ 
إمشى يانهاد من وشى..هتعليلى ضغطى والضغط العالى غلط على الحمل.
إبتسمت لها ثم ردتها إليها..لتغلق نهاد باب الحجرة فى نفس الوقت الذى رن فيه
جرس الباب.. لتنظر شروق إلى باب الحجرة المغلق ثم تبتسم وهي تنهض لتفتح باب الشقة..لتتسع عينيها بشدة حين رأت زائرهم وأدركت هويته..فعلى الباب وقف من رؤيته قد خطفت أنفاسها يتأملها بنظرة عجزت عن تصديقها..نظرة جعلتها تقف عاجزة عن النطق..يدق قلبها كالطبول بين أضلعها..ليبتسم هو قائلا 
إيه ياشروق..هتسيبيتى واقف كدة على الباب..مش هتقوليلى إتفضل
لتجد صوتها أخيرا وتهمس به قائلة 
مراد...
الفصل الثانى والعشرون
إبتسم مراد قائلا
لأ خياله..طبعا ياستى مراد..أدخل بقى ولا أفضل واقف كدة ..على فكرة ..منظرى وحش أوى ياشوشو.
إنه حقا مراد ..أمامها معافى..لقد أفاق من غيبوبته..ويقف ببابها يمزح معها..هي حقا لا تتخيل..لقد إستجاب الله لدعائها وأعاده إليها سالما..أحست بالدوار وبأن الكون يدور من حولها ..شعر مراد بالقلق وهو يرى شحوب وجهها وترنحها ليسرع بإسنادها..لتستند عليه بالفعل..ثم يدلف بها إلى داخل الشقة ويجلسها على أقرب مقعد ويجلس على ركبتيه أمامها ..يدلك يديها بين يديه قائلا فى قلق
شروق إنتى كويسة ياحبيبتى
إنتشلتها كلماته من ذلك الدوار الذى أصابها لترفع إليه عينان إتسعتا بشدة ..لا يدرى دهشة أم إعتقادا منها بأنها تحلملتعبر كلماتها عن مقصدها وهي تقول بعدم تصديق
إنت قلت إيه
أدرك مقصدها على الفور.. لينظر إلى عينيها بعشق..نعم بعشق..تراه بوضوح الآن..لاتصدق عينيها..تتساءل بلهفة..هل يحمل لها مراد بعض المشاعرهل ما تراه الآن حقيقياهل أثرت تلك الغيبوبة على عقلهأم ماذا
ليبتسم هو قائلا
قلت حبيبتى..حبيبتى ياشروق.
تأملت عيونه البنية بعيون عشبية يملؤها الأمل..عيون ترجوا بكل قوة أن لا يخيب رجاءها.. وهي تقول 
دى أول مرة من يوم ما إتجوزنا تقولهالى يامراد.
ومش هتكون آخر مرة ..لإنك مش بس حبيبتى إنت روحى كمان ياشروق.
رفعت شروق يدها الحرة تضعها على خافقها متسارع النبضات وهي تقول
بالراحة علية يامراد..مش أبقى عايشة فى جفاف السنين دى كلها وفجأة ألاقينى غرقانة فى سيل..ده حتى مش كويس على نفسيتى .
تعالت ضحكاته لتنظر إليه شروق بوله حتى توقف عن الضحك وهو يقول بإبتسامة
أنا قلتلك قبل كدة إن دمك شربات ياشروق.
هزت رأسها نفيا فى عدم إستيعاب لكل تلك الكلمات التى حلمت فقط بسماع بعضا منها ولكن ها هي اليوم تسمع الكثير والكثير ...ترى هل من مزيد
قائلا بعشق
إزاي مكنتش شايف قبل كدة.. أد إيه أنا بحبك ياشروق
إلى هنا وكفى..لقد قالها صريحة..لو ماټت الآن ستموت سعيدة بعد سماعها لكلمات الحب من بين شفتيه..لتقول بلهفة
بجد بتحبنى يامراد..أنا مش قادرة أصدق.
لأ صدقى..أنا حبيتك من زمان..يمكن من أول ما عرفتك ياشروق..حبيت طيبتك وخفة دمك وجدعنتك ورقتك..حبيت فيكى كل حاجة ورغم كدة محستش بحبك ده..تعرفى ليه
نظرت إلى عيونه قائلة بهمس مرير
عشان بتحب رحمة.
عقد حاجبيه بدهشة من الصدمة ثم مالبث أن قال
إنتى كنتى عارفة
أومأت برأسها وهي تطرق برأسها فى حزن..ليرفع بيده ذقنها وتقابله عيناها المغشيتان بالدموع..ليقول پألم من أدرك أنه عذبها كثيرا ..فى البداية بزواجه بها سرا و بنكرانه مشاعره تجاهها ثم بماضيه ووهم عشقه الدائم لرحمة ..وفى النهاية بطلبه المشين پقتل طفلهما..ليرفع يده يمسح بها دموعها التى سالت على وجنتها قائلا بحزن
هتصدقينى لو قلتلك إن حب رحمة ماټ فى قلبى يوم ما شفتك..وإنى حبيتك من الأول بس كنت فاهم إنى بحب فيكى رحمة لإنك بتشبهيها أوى..روحك..طيبتك..حنانك..مكنتش شايف إنى حبيتك إنتى مش هي..حبيت حتى إختلافك عنها.
نظرت إلى عيونه بأمل ليومئ برأسه قائلا
أيوة إنتى مختلفة عنها..يمكن آخدة نفس الروح.. بس ليكى سحر بيخصك لوحدك..تعرفى ياشروق..إنتى الوحيدة اللى مجرد وجودها جنبى بيريحنى..بحس معاكى بمزيج غريب من المشاعر..وكأنك كل حاجة بالنسبة لى..كل ست ممكن أقابلها فى حياتى ويكون ليها تأثير علية..بحس معاكى بحنية الأم وسند الأخت وعشق الحبيبة وسكن الزوجة..بدخل بيتك تعبان وشايل هموم الدنيا بخرج منه واحد تانى..وكأنى مشلتش فى الدنيا دى هم..أنا معاكى مش ببقى واحد تانى ..لأ..أنا معاكى بكون أنا..على طبيعتى..لا بحاول أجمل من طبعى ولا أخفى أي حاجة عنك.. إنتى بالنسبة لى نفسى ياشروق.
رفعت يدها تضعها على فمه قائلة بقلب تكاد تقف
دقاته من الفرحة
قلتلك قلبى مش حمل كلمة واحدة من الكلام اللى إنت بتقوله ده..أنا كنت بحلم بس تبصلى بحب..تقوم تبصلى وتقوللى كل الكلام الحلو ده فى يوم واحد..كدة كتير على قلبى يامراد..كتير أوى.
سلامة قلبك يا شروق..أعذرينى.. ڠصب عنى..فجأة بعدتى عنى وفجأة لقيتنى مش قادر أعيش من غيرك..بدور عليكى زي المچنون..وقتها ظهرت الحقيقة أدامى..والحقيقة هي إنى بحبك ياشروق..بحبك أوى..
ليرفع يده ويضعها على بطنها قائلا بعشق
الطفل اللى فى بطنك ده كان السبب فى إنى عرفت مشاعرى ناحيتك..وعشان كدة أنا بحبه..بحبه حتى من قبل ما أشوفه.
نظرت إليه بعتاب ليقول بسرعة
سامحينى لإنى فكرت فى يوم إنك تنزليه..كان يتقطع لسانى...
وضعت يدها على فمه تصمته..قائلة فى لهفة
بعيد
الشړ عنك ياحبيبى.
قالت شروق وهي تتأمل ملامحه بعشق
سامحتك من أول ما شفتك يامراد..مجرد رجوعك لية بالسلامة..كان يخلينى أنسى كل اللى حصل وأفتكر بس إنى بحبك..بحبك يامراد.
قال مراد بإبتسامة
يعنى هترجعوا معاياوتنورولى البيت من تانى
أعجبها أن جمعها مع الطفل فى سؤاله لتبتسم وهي تومئ برأسها موافقة لينهض
وينهضها قائلا بسعادة
يبقى يلا بينا.
قالت بإبتسامة
أصبر يامجنون..نهاد بتتكلم فى التليفون ..هتخلص وأقولها ونمشى علطول.
إبتسم لها ..لتبهت إبتسامتها قليلا ليقول بقلق
مالك ياشروق
نظرت إليه شروق قائلة فى حزن
إبننا يامرادهيفضل كدة فى الضلمة زي جوازتنا.
وعد منى قريب أوى..هتكونى إنتى وإبننا فى حياتى بشكل رسمى..وفى النور ياشروق.
إرتسمت السعادة على ملامح شروق
كانت رحمة تجلس فى مقابل يحيي على تلك الطاولة الخاصة بهذا المطعم الشهير.. تتسلل إلى مسامعها تلك الموسيقى الحالمة فتغمرها بشعور رائع..وكأنها موسيقى من الجنة..حتى تلك الشموع المتناثرة هنا وهناك وقد خففت الإضاءة..منحت المكان جوا خياليا..نظرت رحمة حولها فلم تجد أحدا غيرهم بالمطعم..لتقول ليحيي بحيرة
هو المطعم فاضي النهاردة ولا إيه
ترك يحيي ملعقته وتوقف عن الأكل وهو يهز رأسه نفيا بهدوء قائلا بإبتسامة
لأ..أنا حجزت المكان كله مخصوص علشانك.
إتسعت عيونها پصدمة قائلة
علشانى أناطب إمتى بس
قال يحيي
من شوية
قالت بدهشة
وأصحاب المكان وافقوا كدة بسهولة
إبتسم بثقة قائلا
ميقدروش يرفضوا لإن المطعم تابع لشركة الشناوي.
قالت ومازالت الدهشة تعلو ملامحها
بجد..بس حجز المكان كتير أوى علية يايحيي.
إتسعت إبتسامته قائلا فى حنان
مفيش حاجة تكتر عليكى..وبعدين..مش عايزة ترقصى..أهي فرصتك جتلك لحد عندك..ولا إنتى كنتى عايزة الناس تتفرج عليكى وإنتى بترقصى..مستحيل أسمح بكدة طبعا.
قالت بإستمتاع
يعنى إنت حاجز المكان كله عشان نرقص مع بعض.
أومأ برأسه لتنهض قائلة بإبتسامة واسعة
طيب وإحنا مستنيين إيه..يلا نرقص.
إبتسم على طفوليتها لينهض بدوره ويمسك يدها يتجه بها إلى حلبة الرقص..لترقص بين يديه على أغنيتها المفضلة لماجدة الرومى..كلمات...
....يسمعني حين يراقصني
كلمات ليست كالكلمات
يأخذني من تحت ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
والمطر الأسود في عيني
يتساقط زخات زخات
يحملني معه يحملني
لمساء وردي الشرفات ..
لمساء وردي الشرفات ..
كادت بشرى أن تفتح باب سيارتها وتهبط منها تجذب تلك الفتاة من شعرها وتبعدها عن يد زوجها التى يحيط بها ..تتألق مشاعر السعادة فى عيونهم وهما ينظران إلى بعضهما البعض.. ولكن يد مجدى أمسكت بذراعها تمنعها من تحقيق ماتريد لتنظر إليه تتطاير شرارات الڠضب من عينيها..ليقول لها بسرعة
إهدى يابشرى ومتتسرعيش.
قالت بحدة
أهدى..أهدى إزاي بسإنت مش شايف اللى انا شايفاهالباشا بيخونى..لأ ومستناش لما چروحه تشفى عشان يشوفها..ده نزل من المستشفى علطول عليها..عارف ده معناه إيه
نظرت پحقد إلى مراد الذى وقف أمام السيارة يتحدث مع تلك الفتاة بحب تنطق به ملامحه..لتستطرد بشرى بغل قائلة
معناه إنه بيحبها..بيحبها يامجدى.
قال مجدى بحنق
وإنتى مضايقة إنه بيحبها ليه..ولا تكونى وقعتى فى حبه يا بشرى من غير ماتحسى
نظرت إليه بإستنكار قائلة
أحبه إيه بس
لتنظر مجددا إلى مراد المشكلة دلوقتى إنى حسيت إن العيب فية أنا وأنا
اللى مبتحبش..مراد محبنيش وحب حتة البنت دى
تم نسخ الرابط