رواية ست البنات بقلم نهى مجدي
من جسده الكثير من الانابيب وعلى فمه قناع تنفس اغلقت الباب خلفى ودخلت بهدوء اخشى اصدار صوت ولكنى مالبثت ان جلست فى المقعد المجاور له حتى فتح عينينه وازاح قناع التنفس والتفتت ينظر لى
كنت عارف انك هتيجى
متتكلمش ياعمر انت تعبان
كان وجهه شاحبا وعيناه لا يستطيع فتحها عن اخرها فامتلئت بالصفار وجنتاه وشفتاه لا دماء تسرى فيهما وجسده مسجى لا يتحرك كانت الكلمات تخرج
كان نفسى تبقى اخر واحده اشوفها قبل مااموت
متقولش كدا ياعمر انا مبحبش الكلام دا وانت عارف
حقك عليا خليتك تعيشى التجربه مرتين
ان شاء الله هتخف وتبقى كويس
لاادرى لما تساقطت دموعى برغم إصرارى الشديد على حپسها الا انها أبت الانصياع فاستدرت اخفيها ولكنه مد يده الهزيله ببطئ وربت على يدى فاعتدلت ناحيته
هتخف ياعمر وهتغلب المړض زى ماغلبته قبل كدا وهتعيش وتجوز بنتك وتفرح بحياتك و......
لا ادرى لما اصبحت ملامحه جامده كان ينظر لى وانا انادى عليه فلم يستجبابكى وابكى ابكى على كل شئ حدث على يوم رأيته فيه يمر أمامى شابا متفتحا تعشقه المراهقات ويوم تزوجته ويوم لمس جسدى لأول مره ويوم تركته وايام سعى فيها خلفى كنت اعلم انه يعشقنى ولكنه لم يكن جديرا بحبى له وليس كل الحب مقبولا لم استطع رؤيته هكذا فنهضت عن مقعدى وخرجت وانا مڼهاره فى البكاء فعلمت مرام ماحدث وسقطت على الارض تبكى فى حرقه اما داليا فمن وسط دموعها نظرت لى بعينان يملأهما الڠضب وتحدث لأول مره
تحدثت اليها انا الاخرى پغضب اشد لا اعلم سببه
يمكن علشان انا الوحيده اللى مكنتش عايزه منه حاجه
تركتها وركضت ناحيه صفي فلم يعد قلبى يتحمل رؤيتها ولا الحديث اليها ورآنى آتيه ابكى باڼهيار خرج من السياره واتجه ناحيتى وتركنى ابكى حتى هدأ قلبى
الله يرحمه ياحبيبتى
شعرت اننى اوشك على السقوط فسندنى واتجهنا سويا ناحيه السياره عائدين للمنزل جلست بجواره واسندت ظهرى للخلف وتركت الذكريات تتداعى وتنساب فى هدوء الى رأسى فلا أحد يستطيع ان يتكهن بما تحمله له الحياه بين طياتها وعليه ان يتقبل كل شئ بل ويعد العده للقتال فالحياه لا تنتظر الضعيف ولا المتكاسل بل تسحقه سحقا وإن كان عليك العيش فعش كريما منتصرا مرفوع الرأس تنحنى لك الحياه وتتذلل لك الصعوبات لا أدرى ماذا سيفعل تميم مع مرام ولكنى متأكده انه سيعيد لها كل ما كتبه عمه من اجله فلا حاجه لنا به فنحنا اغنى الناس بنفوسنا لا بأموالنا المتراكمه فلا الاموال تهب الكرامه ولا الفقر يتطلب الخنوع ولكل منا نقطه فارقه فى حياته تجعله إما يكمل طريقه السابق
فيكفي أننا يوما تمردنا على الأحزان
وعشنا العمر ساعات
فلم نقبض لها ثمنا
ولم ندفع لها دينا
ولم نحسب مشاعرنا
ككل الناس .. في الميزان