رواية اخطائي الجزء الأخير
المحتويات
بتحفظ شديد قائلة
اهلا يا دكتور اتفضل
جلس نضال بالمقعد المواجه لمكتبها بملامح بشوشة قائلا
خير يا بشمهندسة
اجابته هي بعملية وهي تمد المخطط له والملف المرفق معه
ممكن تطلع على الملف ده هتلاقي الميزانية التقريبية للتنفيذ بتمنى تناسبك
ظل محتفظ ببشاشته وأومأ لها ثم سحب الملف يطلع عليه بعيون مدققة... بينما هي انتظرت تعقيبه او ابداء رأيه وهي تطرق بقلمها على سطح المكتب بحركة هادئة تزايدت وتيرتها شيء فشيء عندما كان يتمعن بالورق ويهز رأسه بطريقة استفزتها للغاية وكم تمنت لو تفوه بشيء يعبر عن استحسانه بدلا من صمته المقيت ذلك ... وكأنه كان يستمع لأفكارها لذلك تحدث دون أن يرفع عينه من على الملف
ألقت القلم من يدها مستغربة ما تفوه به
افندم
رفع منكبيه بكل عفوية وقال وهو يمط فمه
اشرب شاي بحليب ...هو انا قولت حاجة غلط مش كنت هتسأليني اشرب ايه ولا أنت بخيلة يا بشمهندسة
قلبت عيناها بنفاذ صبر من طريقته المستخفة وردوده الغير متوقعة دائما بكل شيء ولكنها صمدت بأعجوبة كما وصتها سارة من اجل مصلحة العمل وتناولت سماعة الهاتف قائلة من بين اسنانها
أضاف هو بهدوء استفزها
و واحد ليمون
رمشت عدة مرات حين برر هو
ليك مش ليا علشان حاسك متوترة
حسنا هو محق هي تحتاج شيء يهدئ من اعصابها قبل أن تنقض عليه وتقوم بطرده من المكان بأكمله
و واحد ليمون
وضعت السماعة تزامنا مع وضعه للملف من جديد أمامها لتتساءل بعملية شديدة
هااا بتمنى اسمع رأيك ولو عندك اعتراض او تعديل اتفضل قول
لأ دي تمام اوي...
تنهدت وكررت سؤالها
يا دكتور لو سمحت حضرتك لو عندك أي تعديل تقدر تقوله علشان هيبقى صعب بعد كده نعدل
رفع نظارته ومسد منحدر أنفه قائلا ببساطة وثقة متناهية عززت ثقتها بذاتها
بصراحة أنا ميشغلنيش كل ده ومش لازم تشركيني في التفاصيل أنا واثق في ذوقك وقولتلك اعملي الأنسب أنا معنديش أي مشكلة...
شكرا يا عم راضي
أومأ لها الرجل قائلا
تحت أمرك يا ست الكل تأمريني بحاجة تانية
نفت برأسها وشكرته ليستأذن هو وما أن خرج وئدت بسمتها وعادت لتحفظها حين ادركت كونه كان يتابعها ليخفض هو عيناه بحرج ويمد يده يتناول كوب الشاي بالحليب خاصته قائلا باستحسان بعدما رشف منه
لم تعطي اطراءه أو سير حديثه أهمية بل هدرت بإقتضاب وهي تمد عدة اوراق له ملتزمة بعمليتها ورسمية الوضع
تمام يا دكتور ممكن حضرتك توقع هنا
اعتلى حاجبيه من تلك الرسميات القاټلة التي لا تكف عنها وقال وهو يضع الكوب من يده ببسمة بشوشة للغاية
بغض النظر عن حضرتك الرخمة دي اللي مبتنزليش من زور بس تمام همضي
متعودتش اشيل التكليف بيني وبين أي حد...ومش من حق حد يطفل على حياتي ويفرض عليا اقول ايه ومقولش ايه ولو سمحت وقع الورق ومضيعش وقتي اكتر من كده
قالتها بعجرفة شديدة دون أن تكلف ذاتها عناء المجاملة وهي تظن بذلك ستجعله يلتزم حدوده معها ولا يتعداها بينما هو
تجهمت معالم وجهه وغابت بشاشة وجهه وتحمحم بحرج وهو ينصاع لرغبتها واضعا توقيعه تحت نظراتها الثابتة
تمام ...
بس ممكن اعرف هتبدأو شغل امتى
اجابته برسمية وبنبرة استشف هو بها حدة غير مبررة وهي ترتب الأوراق فور انتهائه منها
اسبوع بالكتير انا ملتزمة بتنفيذ اماكن تانية و مضغوطة انا لولآ سارة أصرت مكنتش ألتزمت بحاجة في التوقيت ده
هز رأسه بتفهم وقال بجدية قلما ما يتحدث بها
تمام بس لازم تحطي اولوية لعيادتي انا فضلت منتظر تلت شهور وبتأجلوا فيا...
بررت بعدم اكتراث
التأجيل مكنش مني كان بسبب رفض المهندسين اللي قبلي واظن حضرتك عارف السبب كويس
عقد حاجبيه غير راضي عن تهكمها ورد وهو محتفظ بهدوء اعصابه
ايه السبب علشان المكان في حتة شعبية مش كده و البيت قديم شوية...ايه المشكلة!
اجابته مندفعة دون تفكير وبهجوم شرس غير مبرر غافلة كون صوتها وصل لكل من بالشركة
المشكلة أن أي مهندس بيدور على مكان يظهر شغله بصورة أفضل بحيث يبقى دعاية ليه ويتنسب لأسمه في المجال ومتهيألي عيادة حضرتك مفهاش أي حاجة من اللي ذكرتها واصلا اختيار موقعها مش موفق ابدا فياريت تحمد ربنا إن شركة زي شركتنا وافقت في تنفيذها
لم يحبذ بتاتا الصوت العالي يثير اعصابه لذلك هدر بثبات وهو يتحكم ببراعة في ردود افعاله
منفعلة ليه كده! وبعدين شركتك اللي أنت عايزاني احمد ربنا انها قبلت تجهز عيادتي مش هتنفذها ببلاش
هنا هرولت سارة إليهم كي تلاحق الأمر بعدما لفت صراخهم انتباه الجميع
في ايهكده يا رهف ده اللي وصيتك عليه
وصتيني ايه يا سارة ده حد غريب جدا
انا اللي غريب
متابعة القراءة